سفر الخلود

 

عبدالقادر عبداللطيف -شاعر سوري

لكونكَ تحت القصف كيف ستجبنُ ؟
وأوّل من يؤذيك وجهٌ ملوّنُ

فدع عنك ما يحتاج للشّرح عادةً
لأنّ انتصار الحرّ نهجٌ وديدنُ

لعمرك ما دار الجفاء بخاطري
وفيَّ من الأسقام ما هو مزمنُ

أبِيتُ على قدر الفواجع باكيًا
نسيتُ ذوي القربى وما عدتُ أفطن

فهل رام فرط النّأي طمس هويّتي
وروحي بما شاء المهيمن تُؤمِنُ ؟!

أعوذ برّب النّاس من كلّ شاطنٍ
على غدر أبناء الكرام يدندنُ

سنبقى إلى العلياء ترنو عيوننا
وفينا عبير الشّام مازال يسكنُ

لئن راودتني النّفس هجو مداهنٍ
رحلتُ ليسعى في المواقع أرعنُ

أخطّ على قدر المصاب قصائدي
لأظهر ما يخفي الجهول ويعلنُ

أغوص لقعر الشّعر دون تردّدٍ
وأكشف عمّا كان يحوي ويكمنُ

تجنّبتُ أصناف العبيد لأنّني
سموتُ وحرفي لا يباعُ ويُرهنُ

أنا الأسمر المصليّ في نار غربتي
كفاني لغير الحقّ ما كنتُ أذعنُ

سلامًا على الدّنيا إذا مات حرّها
لأجلي وعقلي في المدائن يفتنُ

ألا أيّها الرّاقي كفاك إلى هنا
سأستر ما قد قلتَ فيَّ وأدفنُ

فمثليَ لا يبغي من الدّهر منصبًا
ولكنّني في عشق شاميَ مدمنُ

نقشتُ على سفر الخلود بدائعي
ليصدح فيها للسّلام مؤذّنُ

سيحدث حرفي كالقذائف ضجّةً
ولو أنّ جسمي في المقابر يركنُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى