تمطرُ وتمطرُ
حميد عقبي | مخرج سينمائي وشاعر وكاتب يمني – باريس
الحربُ تأخذُ العيدَ بعيداً
ترميهِ في جبّةٍ مظلمةٍ
لا قوافل في الطّريقِ
لا دلو يفرغُ هذا السّراب
تقفُ ريحانةُ العيدِ وحيدةً
تنتظرُ عاشقاً
يشتمُّها
القصيدةُ عاريةٌ
العشيقةُ ماتزالُ غاضبةً
وحدَها العاصفةُ
اكتسَتْ فستانَها
ها هي ترقصُ
في الطّرقاتِ وعلى الأسطحِ
هاتها يا ساقي
صفراء الرّغوةِ
حمراء الشّفاهِ
بيضاء الصّدرِ
وردية الأفخاذِ
تعالي مكلّلةً بالياسمينِ
أعشقُ فمَكِ وأغانيكِ
لم أجرِّب اللَّهو بالبندقيّةِ
لا أعرفُ لونَ البارودِ
ولدتُ وفي فمي قصّةٌ خرافيّة
حالماً بالسَّفرِ
لم أدركْ أنَّ الغربةَ عذاباً
أنَ الألمَ ينضجُهُ البعدُ
ثمَّ تكونين عذاباتي الجديدة
تتضخّمُ المسافاتُ بيننا
لم تفلحْ مناجاتي الصّريحةُ والمستترةُ
الحربُ أيضاً أبعدتني عنكِ
كلَّما همَمْتُ أنْ أكتبَ لكِ
ينقلبُ العزلُ إلى بكاءٍ
الحربُ تأكلُ أحلامَنا
تمطرُ وتمطرُ
لا مظّلة
تقي
قلبي من البللِ.
الحرب اول الحلول الغبية … واخر الحلول القوية
تشتعل بدون قرار ..
تحرق السماء …
وتغسل الارض بالدماء.
وتفتك بالانسانية…
الحرب دخان يتوسع بدون حدود
يتخطى الحواجز …
يعمي العيون…
ويرسم طريقا للابدية .
الحرب ليس اغنية للسلام
وليس بديل للكلام.
الحرب وجع للألم …
صورة للعدم ..
اعصار من العاصفة.
براف صديقي المبدع :
حميد عقبي Hamid oqabi
هي الحرب يا صاحبي..
صنعة الضالعين في حرفة القتل
والجور والظلم والاعتداء..
هي الحرب
تشرب أنخابها في جماجم أشباهنا
كل آن..
وليس النبيذ لها غير هذي الدماء..
دماء البراءة..
والأبرياء..
أمطرت..
وستمطر يا صاحبي..
ولكن سنبقى إلى أبد الحلم..
حيث يفنى الطغاة..
وتنسفهم ريح هذا الهباء.
محمد بوطغان
الجزائر