شاهدْ البحرينية شيماء الوطني والفلسطينية إسراء كلش في ورشة القصة القصيرة
حميد عقبي | فرنسا
لم يسعفنا الوقت خلال الملتقى الأول للقصة القصيرة في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح والذي عقد من 6 إلى 11أبريل الماضي واليوم نستعرض خلاصة للورشة الثاني والتي عقدت ليلة 6 أبريل، بحضور ضيفة الشرف الأديبة الليبية عزة المقهور، وكان د. عمر عتيق ناقد الورشة، كما تشرفنا بحضور الناقد الجزائري د. عبدالقادر فيدوح، الروائي د. طارق الطيب، د. سام مهدي وعددا من الحاضرين.
بعد الإفتتاح قرات شيماء الوطني، قصتها “عائلة على الجدار”، ثم كانت المداخلة النقدية من مشرف الورشة، د. عمر عتيق والذي طرح قراءة نقتبس منها بعض النقاط منها وجود كسر أفق التوقع لدى المتلقي بقدرة الكاتبة بالإنتقال من فضاء عائلي مشبع بالحياة ولكن تكون الإستكشافات أن اللوحة متخيلة لنكتشف شخصية تعاني الوحدة والحرمان وهذا الإنتقال بحسب رأي د. عتيق يسميها فجيعة السرد، والذي نقلنا من دفء العائلة إلى برد الحرمان، وهنالك مسألة أخلاقية لتقاليد المجتمع العربي الذي يرفض اللقيط.
يتسم السرد بقفزات زمنية، مستغلة تقنية التكثيف، كما أسست الكاتبة لفضاء عجائبي يقترب من مشاهد تتسم بالدرامية الصاخبة، كما بحثت للشخصية عن فضاء تعويض فيلجاء لشراء صور تكون عائلته.
ثم تحدثت الأديبة الليبية عزة المقهور والتي وصفت الكاتبة شيماء الوطني بالمهندسة المعمارية فعلا في بناء محكم من مركز وأطراف وجمال القصة هي الصورة على الجدار فالفكرة جميلة فشخص لا عائلة له يذهب ويشتري صورا لتصبح له عائلة وعدا ذلك أطرافا وتمنت لو أن الكاتبة ركزت أكثر على هذه الفكرة الإبداعية، تلت ذلك مداخلات متعددة.
ثم كانت مشاركة إسراء كلش والتي قدمت قصة “حنين” من مجموعتها “خطأ مطبعي”، ثم قدم مشرف الورشة د. عمر عتيق قراءته النقدية وذكر أن قصة حنين تعالج موضوعا رومانسيا دقيقا، تدعو فيه كلش إلى مراجعة مفهوم الثقافة الرومانسية، أحداث القصة وفي قصص كلش تثير الجدل ومليئة بالإثارة، كأنها تمسك كاميرا لتصور في المنطقة الممنوعة والمحرمة وتفتح أبوابا مغلقة لم يشاهدها عامة الناس، فنحن مع أحداث غير مألوفة تدفع المتلقي لمضاعفة يقظته لمتابعة حدث الكشف عن المستور، نحن هنا ليس بصدد إشباع رغبات مكبوتة ولا مثيرات بقدر طرحها قضية في غاية الأهمية وهي ثقافة الإختيار بالزواج، كما نوه لعديد من جوانت تقنيةوجمالية ووجود لغة إستعارية جيدة بعدة مواضع مع وجود تناغم مع المعمار الفني للقصة.
ثم تنوع النقاش حول قصة حنين ولامس عدة قضايا مهمة بتداخلات جميلة وثرية من د. طارق الطيب، د. عبدالقادر فيدوح وعزة المقهور والتى قرأت أيضا مقتطفات من كتابتها وعدنا للنقاشات، هذه الندوة استمرت لمدة ساعتين لكنها اتسمت بالديناميكية والتنوع ومواضع مهمة حول تقنية كتابة القصة القصيرة.
ننشر هذا النماذج وندعوكم إلى لملتقى الأول للإبداعات السردية في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من 20 إلى 31 مايو 2021 وسيكون أكثر تطورا وتنوعا وببرنامج ضخم يضم 28 ندوة وورشة إبداعية تشمل القصة والرواية والمسرحية والسيناريو وتجدون تفاصيل أكثر على صفحات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح.