غيابك

مازن دويكات | فلسطين

غيابكِ
مزرعةٌ فلاحُها سجينْ
ولا شيءَ فيها
سوى الريح والغبار والطّينْ
وبومٌ على صفصافة الليل ِ
ينّعقُ ولا يأبى
بدمع القمر الحزينْ
هنا شجرةُ الوردِ ذابلةٌ ذابلة
ونجمةُ الضحى عاليةٌ عالية
وقلبُ انتظاري كمنجة
وقوسها الدامي أنينْ
غيابك جلمود صخر ِ
عصيُّ العنادِ لا يلينْ
ولقد حطّتهُ السماء السابعة
على أرض ِ حزنيّ المائلة
فتدحرجَ وشدّني إليهِ
وأنا كطفل ٍ يتيم ٍ
يبحثُ عن أبويه ِ
في ضريح ِ الغياب ِ والحنينْ

غيابك
ِ مستشفى بأبعد منفى
ولا أحدٌ فيها يبرأ ولا أحدٌ يُشفى
وليس للأطباءِ فيها سوى غرضْ
أن يّحقنوا بالفيتامين المرضْ
ليربو كما الكبش السمينْ
هنا, لا أحدٌ من الأسرّة ِ نهضْ
وهنا المديرُ غسّالُ موتى
ومساعدهُ حفّارُ قبورْ
والفرّاشُ يقرأ التعاويذْ
وفي يده ِ كاسَ نبيذْ
وبعد كلّ رشفةٍ يهمسُ: آمينَ آمينْ
غيابك َ
أرضُ خراب ٍ قاحلةٌ قاحلة
وحتى زهرة الملح ِ فيها فاشلة
وكلُّ من عليها
في جوفها دفينٌ دفينْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى