حرب ضد العالم

 رضى كنزاوي | المغرب

ذات صباح رمادي 

في شهر مارس القارس …

حاولت بكل ما أملك من قوة

سد ثقوب المرحاض

بثيابي المتسخة ..

مثابرا في ذلك

كجندي يحاول وقف نزيفه بالمورفين

كي لا يتسلل البرد السام إلي عبرها

أثناء الاستحمام..

وكان يتربص خارجا كالذئب

بأنيابه الكهربائية

الحادة كشظايا قنينة زجاج….

يحوم باحثا عن منفذ إلي

مشته مص أطرافي، تلمظ عظامي

تارة كان يضرب باب المرحاض الخشبي بقوة

للاقتحام…

وتارة يغوص في صمت غامض خلفه

ليعذبني نفسيا

كقاتل في فلم رعب…

كنت أرتعش خائفا

عاريا

و وحيدا 

كل ما كان بحوزتي سوى سطل ماء دافئ

مغرفة

وأبريق يغلي على قارورة غاز زرقاء

كنت أخوض حربا ضد القدر

 

والفقر

والطبيعة

والطبقية

والحياة

بل والعالم بأسره

لا لشيء

فقط لأنني أردت إزالة جنابتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى