التعليم بين الواقع والمأمول

دكتورة | دينا المراغى باحثة فى المناهج وطرق التدريس 

 

توفر الخطط والسياسات الإستراتيجية المستقبلية التى تضعها الحكومة المصرية في مختلف القطاعات رؤية استباقية ومتفردة تتماشى مع المتغيرات العالمية ، خصوصًا في ظل أزمة كورونا المستجد وتأثيرها الواضح علي قطاع التعليم ، فمن ثم كان لزامًا تطبيق  ” التعليم عن بعد ” لضمان استمرارية العملية التعليمية بأعلى كفاءة ممكنة ، ولكن هناك العديد من التحديات التى تعتمد على مثل هذا النوع من التعليم ، خاصة وأن الوزارة بدأت في الالتفات لما يسمى ” بالتعليم المُدمج أو الخليط  ” وهو الذى يسعى لتطبيق نوعي من التعليم وهما الإلكتروني والتقليدي معًا ، وهذا النوع من التعليم له فلسفته وأسسه الإجرائية ومنطلقاته وركائزه ، وتماشيًا مع خطة تطوير التعليم والتنمية المستدامة  لقطاع التعليم في مصر فلابد من وجود خطة على المدى القريب وهي تنقسم لشقين ( أثناء الأزمة وبعد الانتهاء من أزمة كورونا ) ، وخطة علي المدي البعيد لتحقيق ما ترمي إليه الدولة المصرية ومايتماشي مع الرؤية المستقبلية 2030 م ، وعلى هذا لابد من استغلال المنصات التعليمية  لإبقاء أثر التعلم وأن تهدف إلى مراعاة البيداغوجيا الفارقية وهي الفروق الفردية بين الطلاب وتراعي من لديهم صعوبات تعلم وذلك لضمان مبدأ تكافؤ الفرص والحد من الظواهر السلبية التى تنتج من عدم مراعاة ذلك . وهناك آليات كثيرة من شأنها أن تحدث تغيير جذري في العملية التعليمية  والتى يجب الالتفات إليها ألا وهي ” الذكاء الاصطناعي ” توفر الطبيعة الرقمية والديناميكية للذكاء الاصطناعي مجالا مختلفا لا يمكن العثور عليه في البيئة التقليدية النمطية للمدرسة في وقتنا الحالي . فتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ستمكن من اكتشاف حدود تعلم جديدة وتسرّع إنشاء تقنيات مبتكرة ودمجه في العملية التعليمية كرؤية مستقبلية للتعليم بما يتماشى مع طبيعة المناهج المصرية ، وكأي رؤية تبدأ بتخيل ثم تصبح واقعًا ملموسًا ، وهذا النوع تسعي العديد من الدول لتطبيقه  و تفعيله  فى مجال التعليم للتخلص من النظرة التقليدية التى لا تتماشى مع معطيات هذا العصر . لذلك لابد من دورات تأسيسية للمعلمين لتدريبهم في هذا الميدان وتوفير الموارد المنسقة التى يمكن الوصول إليها بشكل مجاني في التعليم .

أما بالنسبة للخطط والاستراتيجيات للمدى القريب فلابد من مراعاة بقاء أثر التعلم للطلاب وذلك عن طريق المنصات التعليمية التي توفرها الوزارة كالأنشطة والتدريبات وغيرها من الفيديوهات التعليمية بما يراعي الفروق الفردية التي تختلف من طفل لآخر ولذلك وجب الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مجال المناهج وطرق التدريس لتصميم محتوي تعليمي يتناسب مع طبيعة الطلاب ويمثل فارقًا في ظل الأزمة ومابعدها. وهناك العديد من الآليات التى يجب أن تؤخذ في الاعتبار لضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل إجرائي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى