يا أبي
د. أحمد جمعة | مصر
إلى والدي الذي عرفت
والذي لم يعرف،
الذي يعرف
والذي لن أعرف:
ثمة بوح في بوحك لم تبح به
لكنني سمعته،
ثمة صمت غفير في بوحك القليل
صرّحت به
ولم أنتبه له،
ثمة حديث مقتضب بيننا
حديث بطول قطار
وعمر صافرة مبحوحة
لم نتحدثه؛
كلانا هارب
وخائف من نبش الكلام.
ثمة جمل مفقودة في النص
– النص الذي كتبته وأمي –
ونص دسسناه في التناسي
كلانا نحفظه عن ظهر أظافر قلقة،
ثمة حرف يكمل النقص بي
يا أبي
وحدك تتغنى به في الليلة الضيقة
لتفسح مقعدًا عاجيًا للحن
ينساب طريا من عينيكِ
يبلل مخدع الصمت داخلي بالرقصة الحالمة.
ثمة ما تعرفه ولن أعرفه
ما أعرفه ولن تعرفه
ما تعرفه وأعرفه
لكننا هاربان
وخائفان من نبش الكلام!