سَكرةُ الأحزان
الشاعرة الزهراء صعيدي / سوريا
نامي على كفِّ الغمامِ أميرتي
لا مهدَ في هذا الزّمانِ لوردَةِ
وَ دَعي قيودَكِ لو حريرًا خيطُها
فالقيدُ قيدٌ خلفَ سورِ الوحدَةِ
لا تلفظي الأحلامَ عند كآبةٍ
بل حلّقي من دونِ أن تتلفّتي
لونُ السّماءِ كما عيونِكِ كالحٌ
والبدرُ يخبو نورُهُ إذ تخبُتي
في كلِّ حُسنٍ قد توارَتْ دمعةٌ
لو مدّها بالبوحِ بحرٌ غصَّتِ
نضحَ الفؤادُ بعَبرةٍ فبدَتْ بعيـ
ـنٍ ألفُ آهٍ تكتوي باللّوعةِ
وقصيدةُ الأحزانِ تنظرُ غيمةً
كي يُنتَشَى بدموعِها في سَكرةِ
لا روحَ تسمعُ أنّةً في صمتِها
لكأنّها في عمقِ بئرٍ حلَّتِ
همسَتْ ببعضٍ من همومٍ ترتجي
تضميدَ جُرحٍ في بياضِ الصّفحةِ
وسوى فؤادي ليس يدركُ ماورا
ءَ تمثُّلِ الخزَفِ الأصمِّ ببسمةِ
أتلو تعاويذَ المجازِ بقصّتي
كي يقهرَ الصّبرُ المعنّى خيبَتي
تتمدّدُ الأوجاعُ دونَ هَوادةٍ
كاللّيلِ مدَّ ظلامَهُ في مقلَةِ
وأصابَنا ريحُ الجفاءِ بثلجِهِ
فتجمّدت أرواحُنا من غربةِ
لكنَّ روحَ الودّ فينا شعلةٌ
لا تنطفي رغمَ الرّياحِ المُرَّةِ
إنْ خانَتِ الأيّامُ حُلمَ فراشةٍ
ما خانَها طعمُ الرّحيقِ بزهرةِ
نحيا بعالمِ مَن أناهُ لنفسِهِ
كوني أناكِ و في رؤاها اُنبُتي
يا وردتي أنتِ الدُّنى و أريجُها
كوني ابتسامًا لاكتمالِ اللّوحةِ