من عبق زهرة  الخشخاش

العامرية سعد الله | تونس

 

في الأزقة الماطرة

رأيت وجهي يتقهقر

رأيته يتلاشى في الضباب

 يملأ صباحات مرآتي

 حاولت أن أخبئه  

لكن رائحة  الطفولة  أشهرت يقظتها

على جدران الصمت

وتسللت في هشيم سكينتي

جردت وجهي من الأشياء

كخشخاش في دغل إفريقي

بدوت مدججة بوحدتي

خانت جحافلها سكينتي

واخترقت جدران الصمت  

روضت الأفعى الرابضة

في صدري

صادرت وداعتها المركونة

على رفوف الانتظار

فامتلأت كؤوسي قبل الفجر  

بنبيذ من روح معتقة

وسحبت الفراشة من حقلها

 إلى فضاءاتي

فاستعرت بهجتها

أنا العطشى للمطر

أجمع  في جوفي أمطار الرغبة

لتتفتح أزهار الخشخاش

من هول الهشيم.

22/06/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى