والعذر للشعراء
علي عيسى عمر
ما زلت أسعى في رضاك وأطمعُ
وأزيدُ حرّا عل حرّي يقنعُ
وأضيف للأوتار رقة نبضها
ومقاعدُ الماءِ الزلالِ أربّعُ
إن جاءني وحيٌ بأنك قادمٌ
أتي لجلباب الضجيج وأخلع
وأكون سرّا بين ذاتي والقضا
وجوارحي بال (كُنْ) أراها تخشع
وأكون آخر ما رأتني أعيني
وأكون وحدي بالتنصت أسمعُ
وأهيأ الشاشات تأخذ دورها
لتقولَ للتاريخ أنك أروعُ
لا أستطيع بدون ألوان الرضا
منك الحياة ولا بغيرك أسطعُ
فأنا المتيم والمتمم دهشة
إن حاورتني في حنيني الأضلع
لا تستخفُّ النارُ بي بل أستخفُّ
بطعمها والحرف عندي يبرعُ
والعذر للشعراء إن كنت الذي
فيهم بكأس نهايتي أتجرعُ
مرّت عليّ سنون عمري لحظةً
واللحظة الأخرى أراها تقرعُ
أنا في انتظارٍ دائمٍ لولادتي
بالموت لكن عادتي أتضوعُ
بالصبر حتى تستقرَّ قصيدتي
فوق الموائد طالما لا أجزعُ
في أيّ بيت إذ كتبت حبيبتي
فأنا بذكر حروفها أتوسّعُ
لا أشتهي أنثى كما لا أشتهي
هذا الغباءَ إذا أميلُ وأولعُ