ماذا نفهم وماذا نستفيد من اختبارات كورونا؟
أ.د. فيصل رضوان | أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية.جامعة سوهاج مصر والمعهد القومي للمحيطات بالولايات المتحدة الأمريكية
كان لزيادة إختبارات الاصابة بفيروس كورونا المستجد بالغ الاثر فى تتبع المصابين والسيطرة على فرص تفشى العدوى فى الصين وكوريا الجنوبية. ولكن هناك قول يثار حاليا بإنه إذا اختبرنا عددًا أكبر من الأشخاص، فمن الطبيعى أن ينتج عنه عدد حالات موجبة أكثر – وهذا صحيح، لكن هل يمكننا استخدام هذه المعلومة لنفسر الزيادة التي نشهدها الآن فى الكثافة المتطردة فى مرضى الحالات الحرجة واعداد الوفيات؟. جادل أنتوني فوتشى، خبير الأمراض المعدية ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية هذا الأمر، وفكرة أن زيادة الاختبارات وحدها هى المسؤولة عن ارتفاع عدد الحالات.
فى تصريح لصحيفة “أتلانتك”: “من الواضح أنه إذا أجريت المزيد من الاختبارات ، فستلتقط المزيد من الحالات الموجبة التي لم تكن لنعرفها إذا لم تتم الاختبارات”. “لكن – الأهم – هو النظر إلي النسبة المئوية للاختبارات الموجبة من عدد الحالات التى تم اختبارها”..
بمعنى، إذا كانت النسبة المئوية لأي كمية محددة من الاختبارات في أسبوع واحد 3 في المائة [إيجابية] – وفي الأسبوع التالي كانت 4 في المائة، والأسبوع الذي يليه 5 في المائة، فهنا نستدل وبشكل مؤكد على زيادة الإصابات وتفشى العدوى. وهذا ليس ناتجا من إجراء المزيد من الاختبارات، بل نتيجة لتفشى العدوى بين الناس. بل إن زيادة وتوفير الاختبارات، ربما يعطى مصداقية اكبر للوضع الحالى، وعليه يمكن بناء الخطط المستقبلية والإدارة الجيدة للوضع الصحى.
لذا فإن تفعيل رقم جديد عن نسبة من هم يحملون الفيروس (إيجابيين) من العدد الكلى لمن تم اختبارهم، قد يكون له قيمة مهمة فى تقييم الوضع بشكل دقيق؛ حيث إن الزيادة أو النقص فى هذا الرقم هو الدلالة المؤكدة على تفشى الوباء أو انحساره.