نبي الورد.. قصيدة غزل
فراس حج محمد| فلسطين
لو كنتُ فظّا أو غليظ القلبْ
لانفضت طيور الشّعر من حولي
ولم أسمع ملائكتي على كتفيّ
وهي تصوغ أسفاري
وتسمعني نبيّاً مرسلاً للوردْ
في وحي العلاقة مع ترانيم انبهاركْ
لو كنتُ غير “أنا” لم ينبت الزّنبقْ
ولم يتبدّلِ اللُيلُ الطّويل إلى نهاركْ
ولم تتفتّح الأشجان في غصنٍ شجيّ
ولم تأكل جذور قصائدي من لحميَ المرويّ
من غيم انهماركْ
لو كنتُ ليلكة أسير التربة الحمقاء
لم أشعر بعذب طهور مائكْ
ولم تغسلنيَ التّقوى
ولم تغمرنيَ النّجوى
ولم يثمر على أشجاري الكبرى العريقة
حرفُ غاركْ
لو كنتُ غيري
أو شبيه حشائش الموت الدّفينْ
لم أكتحل بعناق أغنيتي بأغنيتيْ مسائكْ
ولكنتُ فيك الغربة الشّلّاءَ
تذوي
وأذوي في جواركْ
لو لم أكن بالحبّ مغتسلاً
بأنهار الغواية لم تكن هذي القصيدة غير
سردٍ أسودٍ يشتو بأنّات انتهائكْ
لو لم أكن بالحبّ عاشق آيتي
وترتيل المسافة من تباريح انتظاركْ
لم أجد لي راثياً
وأودعني السّرابُ صدى اختياركْ
لو كنتُ فظّا أو غليظ القلبْ
لم تستقم لي هذي اللّغاتُ على المعرّف من بهائك
ولكنتُ مثل وريقة صفراء جرجرها الخريف
ومتُّ حيث ولدتُ
وكنتُ في الدنيا مدامعَ الأيّام
مثل ليلةِ شهرياركْ!
لو كنتِ هناكَ غير هنا
لحرّفني المجازْ
وأشقتني استعارات احتضاركْ
وأبدلني الضّياءُ سديم غرغرة الحناجر
عندما يأتي الهوى بعض احتمالكْ
ولكنتُ في قاع الجحيم مع الرّؤى السّوداء
يحرق إصبعي عند الكتابة سرّ ناركْ
لكنّما كنتِ الملاك الطاهر المكتوب في كتفيّ
سفراً جامعاً وحياً يشاء مشيئة الإحياءِ
إشباعاً لذاتي إذ تعرّف وحيَ ذاتكْ