أُمّ الملك.. حكاية شعبية يرويها: جميل السلحوت
كان في قديم الزمان ملك يحب أمّه كثيرا، وعندما مرضت أمّه مرضها الأخير الذي ألزمها فراش الموت، وشعر الملك بذلك، لم يستطع أن يتحمل وفاة أمّه وهو ينظر اليها، فقرر الرحيل الى مدينة مجاورة للعاصمة بعد أن جمع وزراءه، وطلب منهم: أن لا يدفنوا أمّه إذا ماتت إلا بحضوره، مع تأكيده على أن الذي سينقل إليه خبر وفاتها سيُقتل فورا؟ وبعد رحيل الملك بيوم واحد، ماتت والدته، فاجتمع الوزراء واحتاروا في أمرهم، وكان أذكى وزير فيهم يسمى ” وجه الكُـنّي ” فاقترح هذا الوزير على بقية زملائه من الوزراء أن يدفع كل واحد منهم له ألف دينار مقابل أن يقوم هو بإخبار الملك عن وفاة والدته، ويتحمل العواقب، فوافق الوزراء… ومشى وجه الكُـنّي إلى المقر الجديد للملك، ودخل إليه مترددا وحزينا دون أن يطرح السلام، فاغتاظ الملك منه وبادأه قائلا: ما بك يا وجه الكني؟ هل ماتت أُمّي؟ فرد الوزير: ” أتت منك ولم تأت مني ” – أيّ أنّ خبر وفاة الملكة الوالدة جاء من الملك وليس من الوزير – وهكذا فاز الوزير الذكي بعشرين ألف دينار، وأخبر الملك بوفاة أمّه دون أن يصيبه أذى منه.