دعوة
نور الهدى شعبان | سوريا
تستنزف أروقتنا رصاصة الأحزان.
نتسابق بتجرع الدموع سكارى.
لا نعلم أي نشوة نلتمس
كؤوس نبيذنا المعتقة بالألم
تقطن في أوردتنا هموم قبل أوانها..
أي قيود تشد وثاقها حول أعناقنا المتلهفة
لابتسامة هاربة من مخاض العمر..
تائهون بفوضى العبثيات المستبيحة لأحلامنا
نتساءل أمازلنا على قيد الحياة…
أما زالت أفئدتنا على قيد الحب…
أما زال في الأفق بعض أمل لم يحترق بعد…
عذرا منك يا حياة
أضعنا أزهارك بمفارق الموت المتبعثر هنا وهناك…
أضعنا الحلم في تنور أحمر
نضجت رائحة خبزه ولم ينضج خبزه بعد…
تكالبت على بطون أحلامنا خرخرة الجوع…
عذرا منك ياحب
سقطت غفلة من جيوب قلوبنا
في أول حادث تفجير
وتناثرت اشلاؤك دون منقذ أو ربما
قررنا عدم انقاذك لربما أتعبنا ثقل عاطفتنا
بحجة عبث الأزمان
توقفوا عن الانتحار…
والتحقوا إلى صفوف الحياة
لنرتب بقايانا في حدائق الحب
دونما عبث…
لنمتطي صهوة أحلامنا
ونكف عن ابتذال الأقدار
لنترع كؤوس الأمل ونلتمس نشوة القمر…
اليوم مائدة الحب بانتظارنا
ورحلتها إلى الأفق لا تلتمس منا الأعذار…
لنمسح دموع مقل عشتار
ونكسر قوانين العادة والروتين الأبله
أرواحنا عطشى للنور
فلا تسدلوا الستائر
فالنور بانتظارنا بعد كل ظلام
لا تسدلوا الستائر فالليل راحل
وللغد موعد مع الحياة جدير
بالبقاء.