خلعتُ ثوب الندى عن جسم أشعاري

الشاعر ظاهر مطر العبيد

الشعر …

خلعتُ ثوبَ الندى عن جسمِ أشعاري
وصرتُ أكتبُ في حرفٍ من النارِ

فليصمتِ الشعرُ إن لم يشتعلْ حمماً
في وجهِ كلِّ دعيٍّ بائع شارِ

لا تابعاً يرتدي الأحزانَ مُنحنياً
أذلُّ من نملةٍ عمياءَ في غارِ

آمنتُ بالشعرِ نجماً يهتدونَ به
وثورةً ذاتُ أنيابٍ وأظفارِ

وصرخةً في صميمِ القُبحِ تجعلُهُ
يلوذُ من نفسِهِ جبناً بأسوارِ

مالشعرُ إلا رؤىً تمشي على قدمٍ
كنسمةِ الصبحِ حول الجدول الجاري

مالشعرُ إلا صدى آهاتِ من كُبِتوا
وترجماناً لما يُعنى به القاري

لا بهلواناً رخيصاً في تعامله
يُباعُ في المدنِ الموتى بدينارِ

إنَّ الحروفَ لتكسو صوتَ قائلها
ثوباً من المجدِ أو ثوباً من العارِ

ما كلُّ من يقرضُ الأشعارَ ينصفها
فهي الحرائر إن قيلت لأحرارِ

بعضٌ من الشعرِ آياتٌ مُجلجلةٌ
والبعضُ منه يروم الخبزَ كالفارِ

لا نرفضُ الشعرَ طعناً في هُويِّتِهِ
بل نرفضُ الشعرَ مكياجاً لجزَّارِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى