العربات على حافة الهواجس
فتحي مهذب | تونس
بكينا جميعا
الأبله في المغارة.
البهلوان في خرم الابرة.
شجرات اللوز في بستان الخديعة.
الدراجون في عتمة الخيمياء.
الشيطان في المخيال.
الحمامة التي تنثر مكعبات الضوء على عمود التليغراف.
الموسيقيون في مصبات الأنهار. قارعو الطبول في حديقة النوم.
الذين عبروا الجسر باقنعة الموتى.
الخيول التي كسرت شوكة الفارس.
قلنا لجلجامش : إستوت عشبتك في الكلمات.
خلصنا القوارب من مخالب القطيعة.
قلنا للغابة الحزينة:
-لا تمنحي صلبانك للكهنة.
أعدنا المصابيح للزنوج.
لتعبر الأرملة مرتفعات النوستالجيا.
خلصنا الإوزة بعصا الساحر.
خلصنا نجمة الميت من النسيان.
خفف الوطء أيها الفقد الأسود.
لم يبق في الربوة غير السحرة.
اللبؤة في البهو المتجمد.
عورة (باتا)
في أثباج النهر.
أنوبيس في الشرفة المنطفئة.
الوجود فكاهة تقرص جلد المخيلة.
قطعنا فراسخ في السهو
لنسيان فهارس الوجيعة.
عزينا شلال السرد.
لبسنا ريش القمر.
غسلنا الحقول من فحم الندم .
نادينا كل الأموات بمزمار الراعي.
نادينا طائر القرقف الأسيان.
الذئب الذي اختفى في تجاعيد الكاهن.
الصخرة التي تعوي بإيقاع ممل.
سبعة عشر ملاكا يلقون مطريات من الشرفة.
وعلى ركبتي تجثو الأميرة البابلية.
المراكب ترسو على نهديها العميقين.
بيدي أقحوانة الراعي
بإصبعي خاتم زرقاء اليمامة.
سأجلب الغيمة وأحرر شاة البديهيات.
قبل أن يتلاشى الأقزام في الجنازة.
بكينا جميعا.
ضحكنا جميعا.
هتفنا لتنضج المسدسات
ويزكو قمح الهواجس.
ذهبوا وبقينا نجر الشمس.
نشتم الكهوف ورائحة الظربان.
نخلط اليقين بحليب الغزالة.
نمدح السيف ونفند زيزان الظهيرة.
نملأ العربة بالفواكه والمسلمات.
يقودنا نمر أسود إلى الهاوية
وطريقنا مكتظة بزئير العميان.