تجاعيد الماء (61).. كلمة
سوسن صالحة أحمد | شاعرة سورية تقيم في كندا
دفء الكلمات سرى بجسد الصمت، ما أروع أن تحتفل الموسيقا بالمعاني. .
سأحتويك بروحي رجلا متعبا، أكون ملجأ أملك، واحة تنيخ بها وعثاء العمر، بحر راحتك، ومياه سكينتك.
مدينتي آخر المطاف، وأنت أول وآخر المستعمرين
لا تاتي الخسائر إلا بعد معارك
بتُّ أعيش بأنفاسك ويخنقني غيابها
هذا تويجة من زهرة حضورك، ولأننا كذلك يغشاني الحزن في الغياب
على أني مازلت حين أراك ترتعد فرائصي، لايكفيني هواء المكان، تخوى معدتي، يحتاج قلبي نبضاً آخر يتدارك ما يتفلت منه لحضرة روحك
كنتُ أرمي بتعبي بين يديك متكئة على صدق لقاء مازالت الروح تتوقه، أقول لك أخرجني مما أنا فيه، فتأتي على صمتي بطقوس متنسك في محراب الصمت، يجيد لغة المناجاة، يتبتل بها ليشير لأمان روحي فتهدأ، تتكئ على فضل تلاوتك مستكينة بما وُعِدَت من السلام.
اليوم، ما عاد قلبي الوارث من آياتك، كيف أداري تلعثمي في جلال حضورك؟ أين أرمي بتعبي؟ ويداك ما عادت لي! .
مازال قلبي يروي قصائدك تعاويذ نسيان، هدهدة ماقبل النوم، كيف لي بها ومازلت ألوك طعم الرحيق، أشم عطر تلك اليد على شعري، ومازالت روحي في رجع الكلمات تتلوها آيات للسكينة.
تلفظ الجراح حروفها جمرا حين تشتكي، كيف تخلع ما ارتداها من حزن سرى في روحها ماءً في أرض روح! ؟
تلتحف الصبر، تحتمي من صقيع البعد، ما تزداد إلا رجفة في أوصال القلب وتجمداً في ماء الروح.
لا رهان تتكئ عليه، الأمل بحاجة لأمل يحييه، وعصا الروح رقيقة لا تجيد الإيقاع القاسي، والآمال تجيد العرج حين نمنحها الثقة.
ما كان بعداً ببعد، هو بعد عن بعد. .
بانتظار وصولها لها، كلما تحتاجه التحليق بعيداً عن تراب الأرض فأعد لها جناحها.