بيننا
عبد الله الكعبي | سلطنة عمان
بيني وصديقي تناقضات مشتبهات
هو يحرر نفسه من الكثافة ويقطر ذاته في خرم إبرة
كي يصبح مدادا للورق
يركب سيارته يشاهد تفاصيل الشارع المتعرج
يجعلك في حيرة بين القصيدة والحقيقة
أما أنا أوسع على قارئي باب العبور
وأضع في جيبه كسرة خبز
وأكرمه بوجبة خفيفة لذيذة
إنها قصيدة…
هو يعاند ذاته ويخمر فكرته
ويشرب خمرته
فما بالك بالخمر عندما تغويه
قد تناجيه…
هو يكذب ويوزعني لحديث كاعب لعوب
كلما توزعت خارجا باحثا عن تبغ له
يلفني الخيال فأحرقه
هو يستيقظ متاخرا جدا ولكنه يقود سيارته الحديثة
يضيء قلبه ويصيد صور الجميلات من مسطبة
وأنا رزين المشية عفيف النظرة كي أغلبه
هو يصف لي ولكم
مناظر أكمة الموز
ودهشة السائق والراكب وحسرة القائد
وتقصير الكلام كفستان قصير لذات ساق ممشوق
يعلق الخرافة وينكح الاسطورة
وينحر الطبيعة وينتقم من الموت بفك الضبع
ويصبح المرجو لعلنا نحبه
ولكنه يلمس الأثداء
وينفخ الشفاه
كأنه هو الإغواء
أنا كعادتي نحيل في الكلام
عنيد في الوصف والموصوف
أبل القمح بالحرف
أسقي الطير باللطف
أربي الماعز وأكره خبث السؤال
أولد كنخلة حرة
أشرب حليب شاتي وأهمس بأذنه
عن خيالي وأمنيتي
ساصفعك يا صديقي
سأصفع غرورك الموصوف بالتيه
سأدرس في الظلام بشمعة بيضاء
وأصبح مشاعا كما قلت لك
في ليلة ظلماء
سأسبقك
أنام أصحو وأبكي وأضحك
أنا بحة الصوت وعناقك
أنا أنت يا صديقي
فإن مت قبلك سأحضنك
وإن مت قبلي فلا تصلب حزنك كي أصنعك
وإن متنا معا وهذا ما سيحدث
فلنمسك عصفورة
لي ولك