لماذا الذات الآن؟!
د. أحمد نسيم برقاوي | أكاديمي فلسطيني
لماذا الذات الآن؟ إنه السؤال نفسه الذي طُرِحَ علي قبل عقدٍ من الزم: لماذا “الأنا الآن”!! .يومها قال لي المحاور إنك تطير خارج السرب.
لم يكن يدري أنني في “الأنا” كنت أتناول أهم موضوع لم يتعرض له أحد، موضوع فضح الأنا وعلاقتها بكل ما يحول دون حضورها.
أنطولوجيا الذات: تأسيس شرط الوعي لتحويل الأنا إلى ذات. فالذات ليست سوى الأنا وقد تحولت إلى فاعلة. أُريد للذات التي تغيب عن الواقع وعن الوعي حاضرة بوصفها ذاتاً فاعلة واعية لذاتها.
الحديث عن الذات الآن، رفض كل محاولات حمل الذات على أن تكون على نحو ما يراد لها.
أرى، وأنا أتأمّل وجود الذات المخزي، الذات التي لاتعيش التأفف الوجودي، أنَّ ذاتاً لم يستطع الانحطاط نفسه أن يتصور انحدارها، هي ذات لم تعش بعدُ كوابيس الوجود الضرورية لإيقاظها من سباتها القاتل، إني وأنا أراها على هذا النحو الفاجع والمضحك آثرت أن أكون حامل شعلتها.
فسعادة التاريخ والمجتمع بحضور الذات الفاعلة المبدعة الواعية لذاتها،الشاعرة بحضورها لا توازنها سعادة أبداً.