كان حلما
علي الخفاجي | العراق
أبدو محاسنها بالوصفِ لم أرها
قالوا إذا طلعت فالشمسُ َتستترُ
قالوا ملاكاً رنىٰ من جنةٍ مرقت
قد غارَ من حسنها حورٌ و تنبهرُ
سودٌ نواعسها ليلٌ لهُ صببٌ
لو أطرقَ الطرفُ في قلبٍ لهُ أَثرُ
أبدو شمائلها بالوصفِ في لغةٍ
شعرٌ علىٰ غزلٍ و الشعرُ يفتقرُ
قالوا بأنَ لها بانٌ إذا طلعت
وردُ الحقولِ لها سمطانِ ينتظرُ
طافت علىٰ خصرها الأزمانُ في نسكٍ
من فجرِ آدمنا حجت و تعتمرُ
قالوا علىٰ ثغرها الورديُّ ناطفهُ
إن رامَ كأسٌ سقىٰ الأنطافُ تقتطرُ
لما سمعتُ بها قد خالني شغفٌ
أحسستُ في رعشةٍ و العشقُ مقتدرُ
قالوا زماناً لنا بالأذنِ لو عشقت
قبل العيونِ ترىٰ المعشوقُ و القدرُ
يا أيها القائلونَ القولَ في عجبٍ
هل من طريقٍ لها أو دربُ ُيختصرُ
قد همتُ في حبها من قبلِ رؤيتها
إذ كيف بالملتقىٰ و الشوقُ ينتشرُ
أقسمتُ باللهِ لو تنطقونَ بها
من أينَ و جهتها من أينَ تنحدرُ
من أيِّ بيتٍ سما هذا الجمالُ علا
أين الدليلُ إلىٰ عقدٍ لهُ دررُ
أين الطريقُ إلىٰ جناتِ مسكنها
ما عدتُ ُمحتملٌ ماعدتُ أصطبرُ
قالوا بأنَ لها زوجٌ علا قدراً
شيخٌ علا قومهُ بالحربِ يقتدرُ
حمالُ أدرعةٍ في قظمِ أفئدةٍ
جبارُ قارعةٍ بالحربِ ينتصرُ
لما سمعتُ بهِ قررتُ في لببي
في الحالتين أنا مقتولُ ُمندحرُ
إما المماتُ على عشقٍ و من طرفٍ
أو موتُ في َحدهِ أهوي و أنتحرُ
أطرقتُ منسرحاً حتىٰ سمعتُ صدىٰ
يصحي من النومِ و الأحلامُ تندثرُ
هاقد صحوتُ علىٰ يومٍ بهِ أملٍ
وقد قصصتُ لكم حلماً لهُ ِعبرُ