سوالف حريم.. أبي الرّوحي
حلوة زحايكة | فلسطين المحتلة
الكاتب جميل السلحوت أبي الروحي، ويحمل أحب الأسماء إلى قلبي، اسم أبي الحقيقي الذي لم أعرفه يوما، وابن بلدتي، وصديقي منذ تفتحت عيناي على هذا العالم.
تجمعني به صداقة منذ الطفولة هو وعائلته، وزمالة عمل، كان أستاذي في الصف الثالث الإعدادي، تم تعينه في مدرستي مدرساً للغة العربية لمدة ثلاثة أشهر، عندما كنت أخطىء بالإجابة في اختبارات اللغة العربية، كان يضع لي علامة صفر بشكل مميز، يكتب حرف الصاد بحجم كبير، وعندما أكون داخل الصف أو المدرسة أتصرف معه مثل باقي الطالبات من تقديم الاحترام تجاه المعلم، ولما ألتقي به خارج إطار المدرسة عند انتهاء الدوام المدرسي، أتقدم منه وأمازحه، هل تراني عمياء حتى تضع لي علامة الصفر وحرف الصاد بهذا الحجم الكبير؟
أعرف أن عيوني صغيرة، مثل الصراصير باللبن، انظرْ إني أرى جيدا.
يضحك مني ويضع يده على رأسي ويقول: الصاد بحجم هذه البطيخة.
أضحك وأضع يدي على رأسي أتحسسه من كل الاتجاهات، واقول:
لكن هذه البطيخة أصغر من صادك.
يضحك ويجيب، حتى تتعلمي في المرة المقبلة من أخطائك.
وعندما نصل إلى مفترق الشارع المؤدي إلى بيتنا يقول:
فرجيني عرض كتافك.
أدير ظهري له ضاحكة وأقول:
عرض كتافي ستة وثلاثون ههههه.
يضحك من ردي، إذن ادحلي على بيتكم بسرعة .
أرد ضاحكة، كيف أدخل والشارع مستوي؟
يقول: بعدين معك، ما بدي أخلص من لسانك اليوم؟
أهز أكتافي، وأحرك حاجبي وعيناي للأعلى بالرفض، وأضحك وأنا اأقافز بخفة أمامة، وأقول: يالله، امري لله، بكفي لليوم، ونفترق، في طرقات القرية، وكل منا يضحك بسعادة اللقاء، لقاء الأصدقاء.