تجليات في دفتر الحزن
الشاعر علي الدليمي/ العراق
سجّلتُ في دفتر الخذلانِ نكباتي
مُذ أرّقت نوميَ المسلوبَ خيباتي
حيثُ استباحَ الأسى قلبي ببارقةٍ
وأطفأت عمرَها المخذولَ شَمعاتي
فصارَ عمرُ الفتى الحنطيّ أكثرهُ
نوحٌ، وفي صوتهِ نايُ الخساراتِ
ترجمتُ في قصّتي آهاتِ منهزمٍ
يَشكو، ولم تكفني للنوحِ ليلاتي
وزادَ مِن وجعي المكبوتِ مُذ عَرفت
روحي بشامِتها صارت مساءاتي
كانت تُخادعني بالصّمتِ تَطلبني
أن أستكينَ لكي أروي حكاياتي
لكنّها حيلةٌ منها لتسلبني
وتستريحَ على أصواتِ لوعاتي
كي يَمتلي دلوها المثقوب مِن وجعي
ويرتوي بئرها مِن فيضِ دمعاتي
روحي استفاقت على وحيٍ تُحذرني
كذّبتها مَرّة بَل كلّ مَرّاتِ
لستُ النبيّ الذي تحكين قصّته
إنّي غريقٌ عَلت للناسِ صَيحاتي
لمّا تمادى على أسوار أخيلتي
حرفٌ فشَا سرّهُ المخبوء في ذاتي
قالَ الطريقُ الى المجهولِ راودَني
نفسي وقد وافقت تَمشي بعثراتي
حذّرتها سابقا يانفسُ فاتّعظي
لكنّها لم تَزل تَشتاقُ زلّاتي
والانَ قد مرّني طيفٌ فوشوشني
مِن خوفهِ يَرتدي ثوبَ المُناجاتِ
إذ جاءَ في صورةٍ لا مِثلها شبهٌ
قالَ انتبه واجتنب زيفَ الرواياتِ
لا تنخدع يافتى فالليلُ مُنقشعٌ
وكلّ شيءٍ لهُ حتفُ النّهاياتِ