كيف نفهم خطورة كورونا ونقلل معدل الوفيات ونحاصر انتشاره؟
فهم خطورة كورونا
أ. د. فيصل رضوان شابون | أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية بالوكالة الأمريكية للمحيطات والأجواء (نوا)
بعد حوالى ستة أشهر من حدوث الوباء العالمى، ربما وصل الباحثون إلى إجابة مؤكدة على أحد الأسئلة الأساسية حول الفيروس: ما مدى فتكه بالبشر؟ مقارنة بأشقائه المجرمين!
وقام الباحثون فى 26 دراسة بتحليل البيانات من تفشي العدوى بالسفن السياحية وخلال استطلاعات لآلاف الأشخاص في النقاط الساخنة للمرض ، لحساب معدل الموت بسبب كوفيد-19 من خلال فحص سجلات الوفيات من إجمالي عدد الإصابات، والتي قد تتضمن حالات لم يتم الإبلاغ عنها. وجد أن كورونا تقتل من حوالي 0.3٪ إلى 1.5٪ من الأشخاص المصابين. ووضعت معظم الدراسات المعدل بين 0.5٪ و 1.0٪ . وهذا يعني أنه من بين كل 1000 شخص يصاب بالعدوى، عدد 5 إلى 10 يموتون في المتوسط. وهذا المعدل يختلف حسب العمر والحالة الصحية، وكذلك توفر الرعاية الصحية.
وهذة التقديرات تشير إلى أن كوفيد 19 أكثر فتكًا من الأنفلونزا الموسمية ، على الرغم من أنه ليس مميتًا مثل الإيبولا والأمراض المعدية الأخرى التي ظهرت في السنوات الأخيرة. وربما السبب فى أنه يقتل عددًا أكبر من الأشخاص، يرجع ولو جزئيًا إلى أنه أكثر انتشارًا وانتقالا بين البشر.
وقد فحص الباحثون في الولايات المتحدة البيانات نفسها وذلك لحساب معدلات الوفيات لمختلف الفئات العمرية من المصابين بالعدوى. وقد تبين أن أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا لديهم معدل إماتة بالمرض يصل الى 5.6٪ – وهو ما يقارب 40 ضعفًا لخطر إصابة شخص لم يبلغ الخمسينات من العمر. ربما أدت عوامل الجودة الآن، والوصول إلى الرعاية الصحية والعلاج إلى تحسين معدل الوفيات تدريجيًا وبشكل ملحوظ.
وإذا استخدمنا متوسط معدل الوفيات لكورونا بنسبة 0.6 ٪ تقريبًا، فهو لا زال 6 اضعاف أكبر من تقدير 0.1 ٪ للأنفلونزا الموسمية، كما هو موجود بسجلات CDC.
بينما وجد أن امراضاً مثل السارس المعروف بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة، وميرس المعروف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ؛ والإيبولا هم أكثر فتكًا ، حيث تتراوح معدلات إماتة الحالات من حوالي 10٪ إلى 50٪ من المصابين. رغم ذلك، كان هناك عدد أقل بكثير من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض لأنها ليست معدية أو منتشرة بشكل كبير مثل الكورونا المستجدة.
وهنا يجب أن نشير الى عامل هام لنجاج فيروس كورونا فى اجتياح العالم شرقا وغربا وهو سهولة انتشاره بين الناس ربما نتيجة لطول فترة حضانته بالجسم دون أعراض ظاهرة، أو بأعراض خفيفة. لذا فإن القضاء عليه يكمن فى تثبيط انتشاره والوقاية منه، والالتزام التام بالتباعد وارتداء الكمامات حتى يختفى تدريجيا.