مطالع ذاكرتي

سائد أبو عبيد | فلسطين

مطالعُ ذاكرتي حيَّةٌ..

لمْ تَمتْ من رصاصاتِهمْ..

والطيورُ التي تستفيقُ بنشوتِها حيةٌ في القُرى

فوقَ رَدْمِ القُرى

بأنفاسِ نايٍ أَبُثُّ الخيالَ

وأكسرُ ما جفَّفتهُ الصحاري على وسْمِنا

يدي تطرقُ الصمتَ حولي وجدرانَ عزلتِنا

في يدي عوسجٌ صاخبٌ يخمشُ الليلَ في دربِنا

عن يدي قام هذا اليمامُ يزيحُ الدخانَ عن اللازوردِ

ويرقى معارجَهُ للصباحِ

الصباحِ المليء بفوحِ الشَّذا

أرى في الصباحاتِ وجهَ النِّساءِ اللَّواتي اغتسلنَ بنبعِ البلادِ

وجئنَ مليئاتِ بالشَّوقِ

يُفصحنَ عن حبهِنَّ لنا

ويَسرُجنَ فينا العناقَ الأخيرَ على عتبةٍ من رُؤى

لقد أَيقظتني ورودُ البلادِ

وما يَبِستْ فوقَ ليلِ السِّياجِ

تَمُدُّ أَناملَها فوقَ وجهي

لينفَلِتَ الفجرُ حرًا على جبهتي

رغمَ قيدِ الدُّجى

مطالعُ ذاكرتي نورسٌ عند بحري

دويريُّ قربَ السَّواقي

فَرَاشٌ على شالِ مَنْ تَنْضَحُ الماءَ في كفِّها

في الضُّحى

وتمشي وجرةُ ماءٍ على رأسِها

أنتِ غيثي

وتمشي على كعبِها طينةُ الأَرضِ نشوى

وأَمشي فيسرجُ ضوءُ المدينةِ فوق الجدارِ

وأنجمُها ملءَ عيني وعينِ الحبيبةِ

والربُّ متْطَّلعٌ

مبصرٌ لهفَ قلبي لهذا العبورِ لَها

أَراني لها عائدًا

مُشهِرًا ما أَرى

فياربَّنا ما ترى؟!

24\7\2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى