هاروت والعيد (يتمنى لكم حياة سعيدة)

د.  ريم سليمان الخش | فرنسا

بدائيٌ شَراريٌّ هواكا

كصوّانٍ يولّعها احتكاكا

***

إذا احتدمت شَرارته فنارٌ

تُؤجج في شواءٍ لا يُحاكى

***

ولم تترك بغابتها جناحا

ولا وحشا ولا غصنا سواكا

***

سوى نبعٍ تفجرّه جحيمٌ

بأبخرةٍ يُصعّدها اشتراكا

***

بذرات الضباب صحا انتشاء

يُقيم على غشاوته اشتباكا

***

يبالغ في طقوس مائعاتٍ

بجوّ زاده الحرّ ارتباكا

***

وأصوات البداءة في انفعالٍ

كأنّ بها مساسا لا أباكا

***

تنفسها رحيقٌ مستبدّ

بنعناعٍ هنا حبقٍ هناكا

***

يلازمه بخارٌ شاعريّ

وعشق زاده الجوّ انتهاكا

***

بدائيٌ حضارته صخور

بذات الكهف أدمنت الحراكا

***

تؤرشفه أظافرها قصيدا

بأيقوناته حفرت مداكا

***

على جلدٍ وأمشاجٍ وعظمٍ

توثقه .تضاحك أم تباكى

***

ولم تأبه إذا لاقت خرابا

فِدا طقس تقدسه فداكا

***

حصىً إمّا تفتت الحشايا

على مدٍّ يُلاطمها اعتراكا

***

سديما من بقاياها كسحبٍ

تطوف على مسلّته ابتراكا

**

وقد زادت ضراوته اتقادا

حُبابَ العشق شكّلها ملاكا

***

معالمَ من صخورٍ شاهداتٍ

لقدحٍ واحتدامٍ في رباكا

***

ولم تدرِ: اشتعالٌ جاء سهوا

أم اختُلقَ اصطيادا فالشباكا

***

أتمضي في طواف سرمديّ

كصوفيّ لنشوته اصطفاكا

***

أيمكثُ في ذرى جبل مهيب

وقد حلّت بمهجته رؤاكا

***

وقد كشفت محبته امتدادا

إلى قبس تؤججه ذُراكا

***

وقد حُرقت حشاشته امتثالا

وزدت على توجعه انتهاكا

***

فما نار القداسة بانطفاء

ولا حلّت بنبعته سماكا !!

***

أتقفز والصخور على ارتفاع

إذا انزلقت ستهلكها اصطكاكا

***

إذا انحرفت تُمزّقها انجرافا

وتركلها على نزفٍ حصاكا

***

فِدى حبٍ تشرب في ضلوعٍ

فلم ترضَ انزياحا وانفكاكا

***

فِدى حجرٍ شرارته قصيدا

مجازيا بوافره تشاكى

***

سيبقى مثل أحجية تراءت

بلا حلّ (حُلولا) في فضاكا

***

وكم ظلت تؤرشفه انتهاكا

وما رضيت حشاشتها سواكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى