جرح نازف في ذاكرة غرناطة

مسعود محاد جعبوب | سلطنة عُمان

أمن وفي الزهراء مجد أمية

وحنين قرطبة هناك يردد

أطلال أغنية تموت ولحنها

في جوف قلب قصيدتي تتنهد

ماذا وأندلس تنام وجفنها

في خدر جارية هنالك يسهد

جرح يبعثرها وملك ضائع

منا وكل بلادها تستعبد

أحزان مملكة وفجر راحل

ومساجد فيها الضلالة تعبد

عاثت بها الأسبان بعد خلافة

كانت وما زالت هنالك تنشد

ساءلت قرطبة وجفني دامع

ألما لقوم جرحهم يتمدد

فاستعجمت خجلا وحال جوابها

صمتا به جرح المصيبة يعضد

ومخابر الأيام صرف زمانها

قهر وعاصفة موارد تورد

أمجاد مملكة ودهر موحش

فيها وجفن للحبيبة يرمد

أهنا وفي قلب الإمارة خنجر

وقساوس فيها تعيث وتفسد

شوق وفي طرف اليمامة لوعة

حزن يمزقها وهجر يبعد

جرح وبربرة ولهفة عاشق

في كف ماردة هناك تبدد

صرخت مآذنها وطوح منبر

ومعابد فيها الأئمة تصفد

لهب وأدخنة ولفحة جمرة

كفر وأسلحة تحد وتبرد 

وغراب أرض الجرح ضج نعيبه

بؤسا وفوق خرابها يتوعد 

تحنو عليها البارحات وشدوها

فتن ونار للمكيدة توقد

قد روعت قوطا بعز كتائب

في سيفها عدل الشريعة يحمد

أجناد مملكة وراية (لكة)

تروى ونصر للفتوح يخلد

نضجت وللأسبان (تين) شذونة

لجلودها عذق حين وينضد

تركت هنالك للعداة كريهة

تجتاحم محن الزمان وتحصد

و الطير عاكفة كأن نسورها

يوما وإذ حامت هناك وتقعد

فكأنما فوق الجماجم ذئبها

أو جيأل حول الفريسة ترصد

وممالك رجفت ودانت خيفة

وصهيل خيل بالخلافة ترعد

وخلافة أركانها قد شيدوا

وإمارة في المغربين تجدد

قد غويطت غرناط تلك مصيبة

فينا وطرف لليمامة يرمد

عصفت بأندلس ملوك طوائف

وولاتها كانت تخون وتحقد

***

هوامش:

لكة أو وادي بكة… ومدينة شذونة.. هي التي دارت فيها رحى معركة الفتح الاسلامي للاندلس.. سنة 92 هجرية الموافق: 711ميلادية..وكان موسى بن نصير هو القائد العام للجيوش الاسلامية.. أما قائد الجيش.. في ساحة المعركة طارق بن زياد… الذي جاء مع المنصور بن ابي عامر من بلاد اليمن.. فكما يذكر لنا التاريخ. لتلك المعركة الشهيرة. فكما تقدر المصادر العربية.. بأن عدد جيش رودريك. (100000.مائة ألف جندي) ومصادر أجنبية تقدر جيشه بنحو (187000 الف جندي) بينما الجيش الاسلامي يقدر بنحو 7000 ألاف جندي بقيادة طارق أبن زيادة فطلب المدد فمده موسى بن نصير ب5000 جندي.. فدخل المعركة ب 12000 جندي فأنتصر الجيش الاسلامي. إنتصارا عظيما على الجيش القوطيين الغربيين… إنتصار كبيرا فكما تذكر الروايات أن الحيوانات البرية والنسور.. لها عاميين تأكل من جثث الجيش القوطي في وادي لكة….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى