ايا بيروت اطلبُ منك معذرة
نزيه حسون | فلسطين
لهيبُ الحزن فـي الأعمـاقِ يرَتفـعُ
وثغـرُ الجـرح يـا بيـروتُ يتسـعُ
***
دمُ الأطفـالِ فـي عَيْنَْيـكِ ملتهـبـاً
وفي عَْينيَّ مـوجُ القهـرِ يَصْطَـرِعُ
***
شَظايا القصفِ في قلبي قد انفجـرتْ
وزحفُ النار فـي الشريـان َينْدلـعُ
****
َومَـا لـي غيـرَ أشعـــــاري أرددُهـا
عسـى الأشعـارُ للأحـزان َتْبتـلـعُ
***
أيـا بيـروتُ اطلـبُ منـك معـذرةً
فما بالشِّعـر نـار الغـزو تُرتَـدع ُ
***
ولا الأشعارُ تشفـي طفلـة ًجُرِحَـتْ
ولا الكلماتُ تسعـفُ أخـوة فُجِعُـوا
***
ولكنَّـي أخـطُ الشـعـرَ مَحْـــــزونـا
على الأطفالِ كأسَ الموت قد جَرَعوا
***
علـى الثكلـى تقَـــــددَ وجهَهَـا ألمـاً
فإنَّ الابـن تحـت الـردمِ يَضْطَجِـعُ
***
على الأرزِ الـذي اغتالـوا نَضَارَتـه
علـى الأيْتـام ُيدْمـي قلبَهُـمْ هلَـعُ
***
علـى َدمِنَـا تَدَفـقَ مثـل شــلالٍ
أمـا َقــدْ آنَ للـشَّـلال يَنْقَـطِـعُ!
****
َثرَى بيـروتُ كـادَ الوجـد ُيشْعِلُنـي
وكَادَ القلـبُ يُوقِـفُ نَبْضـهُ الوَجَـعُ
***
َبنادقهم تصُّـبُ النـارَ فـي جسـدي
ونبضُ هواك فـي الاعمـاقِ يرتفـعُ
***
أنـا جبـرانُ يـا سلمـايَ فانتفضـي
نرُدُ رصاصَ مَنْ في جثتـي َطمِعُـوا
***
أنا جبرانُ صـارَ هـواكِ صَوْمَعَتـي
وعن عشقي شعوب الأرض قَدْ سَمِعُوا
***
فكيفَ تـذوبُ عينـاك التـي أهْـوَى
وكيفَ الحُسْـنُ مـن خديـك ُيْنتَـزَعُ
***
أيا بَْيروت أمسـى الحـزنُ يَحْرقُنـي
وكادَ النبضُ.. حتى النبـض ينقطـعُ
***
أيـا بيـروتُ معـذرةً علـى لغَتِـي
تَلُـفُ حُرُوفهَـا الأحـزانُ وَالهَـلَـعُ
***
فصمتُ الأهلِ مـزَّقَ وجـه أغنيتـي
إلامَ الصمتُ؟.. كـادَ القلـبُ يَنخَلِـعُ
***
وصاحَ الأرزُ أينَ العـربُ تحْرُسُنـي
وعربُ الذ ُُلّ مـا ردوا ولا سَمِعُـوا
***
ألا يـا ليـتَ حُزْنـي يْنبَـري لهَبَـا
ويحرقٌ كل منْ هَانوا َومَـنْ خَنَعُـوا
****
أرى بيروتَ تغـزلُ جُرْحَهَـا شُعَـلاً
وفوقَ القهرِ.. فوق الموتِ تـرْ تفـعُ
***
أرى الثـوارَ مثـلِ الأرزِ قامتـهـم
ولا هانوا أمـامَ المـوتِ أو ركعُـوا
***
صمـودُ الأرز يـا بيـروتُ عَلَّمَهُـم
وعشقُ الأرض من نهديكِ قد رضعُوا
***
زهورَ الدم فوق الأرضِ قـدْ نثـرُوا
ليبقـى المجـدُ فـي لبنـانَ يرتفـعُ
***
فلا تبكـي علـى الشهـداءِ لا تبكـي
همُ الأقمارُ فوق الأرضِ قدْ سَطَعُـوا
***
دمُ الشُهـداء يصبـحُ حبـل مشنقـة ٍ
يلفُ رقابَ مـن بالعـار قـد َقنَعُـوا
***
عروشُ القهـر يـا بيـروتُ زائلـةٌ
فلا تخشـي حشـودَ القهـر تْندفـعُ
***
إذا الحكـامُ بالطغيـان قـدْ حَكَمُـوا
سيأتـي اليـومَ فيـه الظلـمُ يَْنقَمِـع
***
ويفنـى ألـف مغتصـبٍ ومغتصـبٍ
وهـذا الليـلُ يـا بيـروت يْنقـشِـعُ
ن