شيء منك
مهند مشعل | سوريا
وهواكِ طفلٌ في جفونيَ غافِ
يبكي فأسكته بخبز شغافي
***
وتضِلّ قافلة السؤال طريقها
بفمي فقنديل الإجابة طافي
***
ماذا لموعدنا الكفيفِ أقول إنْ
مَسَحَتْ على كَمَهِ الحنين عوافِي؟!
***
ماذا أرتّب للّقاء ولا يدٌ
تحنو، ودمعُ الياسمينة حاف؟ِ!
***
وإذا تكوَّرَ كالصداع، ولم يعد
شيءٌ لهذا اللا يُقاومُ شافِ
***
فمتى كأجنحةِ الفراشة نلتقي
ونذوب مثل الكحل بالأصداف
***
ومتى نكون كمرفإٍ وسفينةٍ؟!
بغياب نونك كيف تَكمُلُ كافي؟!
***
تعبت من البرد الخيام، فهل لنا
وطنٌ بحجمِ أريكةٍ ولحافِ؟!
***
تعبت خيول الشوق، جفَّ صهيلُها
كالبعد، كم طوَتِ الصهيلَ منافِ!!
***
وأنا وحظّيَ منكِ مفترقان
ملتقيان حالَ الماءِ والمجدافِ
***
مطرٌ على كتفيكِ حافٍ حافِ
وقصيدةٌ تنمو ومرجُ قوافِ
***
ومدى يؤطّره الهطول بدفئه
يا للإطار الشاعريّ الدافي
***
(ما السرّ في عينيكِ؟!) تسألني الدجى.
وأنا أتمتمُ: ألفُ سرٍّ خافِ
***
ويدي تطيلُ مع السنابل همسها
وتتمُّ في الحقل الحرامِ طوافي
***
وتعيدُ موعظةَ الحرير، كناسكٍ،
في شَعرِكِ المتراميَ الأطرافِ!!
***
لا تسألي عني الضفافَ فوحدها
شفتاكِ مسرى لهفتي و ضفافي
***
وقصيدتي الأشهى، وفُصحايَ التي
شربَتْ حماقاتي و سُمَّ عَفافي
***
سأميل للإنصاف إن ضاق الهوى
ذرعاً بكلّ شرائع الإنصاف
***
للماء فلسفةٌ تناقضُ ذاتَها
والطينُ يجهل مَأربَ الخَزّافِ!!