حنين
سجى مشعل | فلسطين
أصعب شعور بالنّسبة لنا نحن الّذين لا ننسى أيّ تفصيل، هو تُخمة الذّكريات وانقلابها نحو إدراكنا مرّةً واحدة، دفعةً واحدة، تندفع بغزارة تصبو نحونا، ونحن نطالع السّماء بهدوء مُستكين، لا ننبس ببنت شفة واحدة، فالكلام داخل رؤوسنا مكتظّ، والشّعور في مجامع شعورنا محتشد، كلّ ذكرى تنمّ عن لذّة كانت، نستطيب بها إن كانت ستعود، فهذه الأيّام لا تتكرّر بسهولة، فنبكي عليها فرحًا، نبكي شوقًا، نبكي شغفًا، نبكي وَلَهًا، ونبكي شعورًا قد فرّ منّا صوب الفراغ، صوب الفضاء، صوبهم. ثمّ نعود نطالع الأفق والألق فينا، فهم لا يزالون مدفونين داخل أفئدتنا مندملين هناك، ثمّ إنّنا مكتظّون برغبات احتضانهم وهم بعيدون عنّا، وليس لنا بَرْءٌ في هذه الآونة إلّا ابتلاع المسافات بيننا من خلال لقائهم في الصّور، فيذهب الوهن منّا مثل عرق يتصبّب فينزل للأسفل يرتخي مع نهايات التّعب، فوجوههم استراحات السّفر ولافتة انتهاء الطّرق