الحصان في مشهد أخير
خالد جمعة | فلسطين المحتلة
سرجُكَ مغزولُ من جلودِ أحصنةٍ
عبرَ عنها الليلُ ولم يكلّمها
يا حصاني الوحيد
في هذي البراري التي لا تُحدُّ
يا إمام الخيلِ
ومقدّمةَ الجيوش
حين تغلي الحربُ في عروق الفرسان
يا ذاكرة الانتصارات والهزائم
جلدُكَ مصبوغٌ بأصوات نايات
بجراحاتٍ قديمة
ما زلتَ تئنُّ من ذكرياتها
بأغاني عاشقينَ جدّلوا غرّتك بأحلامهم
تاريخٌ كاملٌ يختبئ في سنابكك
وصهيلٌ غيرُ مسموعٍ
ينزّ من لهاثكَ الغزير
وأنتَ تجلسُ وحيداً
تحتَ شجرةٍ علّقوا عليها قليلاً من الحنطةِ
وتركوكَ لتختبرَ الوِحدةَ وتقلُّبَ الوقتِ
لا فَرَسَ تحكُّ ضلعَها بأنينِكَ
لا مهرَ تعلّمُه الطرقات البعيدة
والركضات التي حفرتَ بها العالم:
المشيَ، الخببَ، الهذيبَ، العدوَ، التبخترَ
وتهديه أوسمةً من فضّةٍ خام
لا شيء يا صديقي القديم، لا شيء
مجردُ سهلٍ يتذكّرُ المعارك كلّها
يتذكّرُ الميتين، والقتلى
وينساكَ بين العشبِ
كأنّكَ حجر