شوفارٌ مكسور

يونس البوسعيدي | سلطنة عُمان

مَدّ الغريقُ يداً يودّع غرقى
ماذا الحياة إذا لوحدك تبقى
//
الرملُ جاء على الجميع فلملموا
تاريخكم، سنموت طُرًا شنْقا
//
ولتخلعوا بِزّاتكم، لا تنزعوا
منها نياشينًا تلألأُ برقا
//
نحتاجُ شيئاً كي يضحّكنا، فما
أحلى نموتُ ونحن نلوي الشدقا
//
(شالومُ) يا ابن العمّ، صرتَ شقيقَنا
لمّا دخلتَ بصفّنا وانشقّا
//
(شالوم) يا ابن العمّ (شالومٌ) فقد
صدقتُ يا ابن العمّ طير العنقا
//
نقصتْ من الصحراء أمطارٌ، وها
بقُرين (شوفار) أتى واستسقى
//
وتغيّر المسرى عن الأقصى لنا
وكأنما الصحراء صارت مرقى
//
الآن جاء الزحفُ، لا أدري منِ الـ
ـمأتيُّ، حين الشَعبُ قال الصدقا
//
فاذْبحْ ظُبيّتنا، فإن قُريْنَها
زجِلٌ، وإنك قد قطعتَ العِرْقا
//
في مجمع البحرين يسقط برزخٌ
أرجو لآلئه تحزّ الطوقا
//
رمل تحركَ تحت رِجْلِكَ فاحذر الصـ
ـحراء، فالصحراء أكثر عمقا
//
إنّا هُزمنا بعد (إقرأ) أيّما
جيل سيترك عنه (إقرأ) يشقى
//
ولقد هُزمنا مذ تركنا حقلنا
وغدا علينا الخبز منهم يُلقى
//
أخشى بأنّ الزحفَ يوقظ فكرةً
كُبِتتْ، فلو نهضتْ سيسقط حمقى
//
زيدوا الزنازن شرفتين، فربما
رئةٌ بها اختنقتْ، وماتتْ خنقا
//
أو صمّتوا جدرانها، عاداتكم
حُبّ الهدوء، فليس تسمع نطقا
//
يا قدسُ لن ننسى طفولتنا التي
كانت تذوب إلى لقاءكِ شوقا
//
تبقى فلسطينٌ دمي وقضيّتي
وأموتُ أفديها وأحيا عشقا

١٢  سبتمبر ٢٠٢٠م

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى