التعامل بالظاهر
رضا راشد | الأزهر الشريف
كثير من المشاكل التى نعاني منها في حياتنا مبعثها التفتيش في النوايا، ومحاسبة الناس على ما نتوهمه كائنا في قلوبهم. وهذا -والله- هو الظلم البين لأنفسنا ولمن نفتش في نواياها ونحاسبهم على سرائر قلوبهم .
يجب أن يكون أساس التعامل بيننا وبين الناس ما يبدو لنا من ظواهرهم دون ما يبطنون في دواخلهم؛ لأننا في ذلك نكلف اتفسنا مالا طاقة لنا به، فليس لدينا من وسائل الإدراك ما نطلع به على سرائر الناس.
وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
“إنا كنا نعرفكم :إذ رسول الله بيننا،
وإذ ينزل الوحي،
وإذ ينبئنا الله من أخباركم.
ألا: وإن رسول الله قد انطلق به،
وانقطع الوحي،
وإنما نعرفكم بما نخبركم .
ألا: من أظهر منكم لنا خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه،
ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه.
سرائركم بينكم وبين ربكم تعالى ” .
فانظروا كيف رسم الفاروق رضي الله عنه حدود الدائرة البشرية التي يتعامل فيها البشر بينهم وبين بعض وهي دائرة الظاهر ثم فوض السرائر إلى الله عز وجل.
أفلستم معي في أننا لو التزمنا بذلك انزاح عن كواهلنا كثير من مشاكلنا وعاشت فلوبنا في جنة الصفاء والنقاء؟
ولكن يا ليت قومي يعلمون.