الحياة في التفاصيل
بقلم: وئام عون
تلك الطرق التي مشيناها على أقدام أرواحنا ولهفتنا حتى وصلنا ..
تلتفّ حول أعناقنا و تحثّ خطانا للرجوع بضعة أمتار للوراء …
فليس من السهل أن تلقي بنا إلى أحلامنا وبيننا وبينها تراثٌ من الحب والحزن .. وأعقاب السجائر .. ونسيجٌ من الخيالات المشتهاة …
كيف تنسى خطواتنا على أرضها وهي صديقة دموعنا الحائرة ورفيقة كلّ الذكريات …
وكيف ننسى .. نحن الذين لم نعبرها إلى أحلامنا .. إنّما مررنا بها ..
نحن اللاشيء من معاني اليوم .. دون معاني البارحة ..
فكلّ ما نسافر بدونه ونمضي .. يبقينا بدوننا ..
وكلّ مالم نأبه به بحجّة إكمال الطريق .. يخنقنا عند الوصول ..
فتصبح السعادة حنيناً لا ينتهي .. لنشوة الخطا ولواعج الشوق قبل تحقيق الأمنيات ..
للماضي الذي أمسى ضريح آثارنا .. صدى أحاديثنا وكلماتنا .. و رائحة عبورنا بقدمين من شوق .. وعينين من قلق ..
عند كلّ نهايةٍ .. ننتهي ..
ننطفئ كقناديل أسرفت كل فتائلها في ضياء الطريق..
نذبل كالخريف بعد أن سكبنا اخضرار الروح في أول الرحلة ..
فالحياة .. في التفاصيل ..
في الحبّ الذي يسقط من جيوب الوقت ..
في الوقت الذي يهرب من بين أصابعنا دون أن ننتبه له ..
في طوابير الانتظار ..
في ساعات القلق ولدغات عقاربها ..
في العمر المؤجَّج بالتساؤل والحذر والشرود الطويل ..
في كل ما لم نعطه من الوقت حقه ومن الروح نصيب …
نحن ننتمي للطريق ..
تقتلنا النهايات ..
لهذا يؤسفنا أننا نصل ..