صحف يومية
علي الخفاجي | العراق
و كعادةٍ يأتي الصباح ُمطالعاً
أخبار يوم في سنا شرفاتهِ
مابين أوراق الجريدة باحثاً
عن متعةِ الأخبار في صفحاتهِ
و ِقراءَةٌ بين السطورِ أفكها
مثل الطلاسم فاتح لهواتهِ
و أحللُ القصد المراد تمحصاً
قرب الحقيقة عارف غمزاتهِ
علِّي سأقرأ للعراق َمفاتحاً
و مخارجاً عن حالهِ بصلاتهِ
فوجدت في أخبارهِ جرح الأذىٰ
نفس الوجوه الغبر في عرصاتهِ
ضبع يروح ليستريح تجدداً
يأتي أخاهُ مكملاً َقضَماتهٍ
حتىٰ إذا أنَ الجريح تألماً
في ثورةٍ تركوهُ في زفراتهِ
يأتي الصديق بحجةٍ إسعافه
فأرىٰ الصديق معجلاً بمماتهِ
وأراه مقهوراً بوجهٍ عابسٍ
و القلب يضحك في نفاقِ َعناتهِ
تلك السطور قرأتها فوجدتها
أحداث رعب عاجلت لعجاتهِ
و كأنني طالعت صفحة مقتلٍ
في يومِ عشرٍ في حتوفِ غزاتهِ
فرفعت رأسيَّ طارق نحو السما
و متمتمٌ و القلب بين شتاتهِ
كم ذا يطول الحال يارب العلا
ما بين أسقامٍ و حكم عتاتهِ
مابين كذبٍ أو ولاء عصابةٍ
مابين لصٍّ سارق قصعاتهِ
هذا و جهل دب في أوصالهِ
و الكل يعلنُ حكمة بعلاتهِ
و الكل في طرح السؤال فيدعي
شرفاً فمن كان المسبب آتهِ
من يا ترىٰ سرق العراق و خيره
من ياترىٰ سفك الدما لغداتهِ
من ياترىٰ جمع الضباع تصولهُ
من بعد ما كان المنيع لقاتهِ
هل عيب فينا و الشعوب طواهرٌ
أم دعوة الصلحاء بين فراتهِ
أم اختبار خصنا رب العلا
لبيان أمرٍ آتياً لصفاتهِ
فرجعت أقلب صفحةً مع أُختها
و كأنني قلبت كفِّيَ ذاتهِ
هل كل أحوال الشعوب يشوبها
أخبار مثل السيل بين ولاتهِ
عجباً علىٰ كأسٍ يدور تتابعاً
يسقي رحيق الموت في شرباتهِ
والناس تشرب من لذيذ رحيقهِ
و الكأسُ يكتب صفحة ِبنعاتهِ
و كعادتي يأتي الصباح مطالعاً
تلك الجريدة في صدىٰ ظلماتهِ