شموعٌ تنظرُ إلى طين
زهير بردى | العراق
1/عميان بلا أسمال
صدفةً وبلا مزاجٍ يحتفي بي كثيراً وقتَ الحاجة ونحو أمس يمشي الىّ، كنت أسمعُ رغبةَ شهوتي أن أغارَ عليها، بحمّى حميمة يهبطُ هذا الإلهُ من خيوطِ لوحةِ متحف٠ أنّ الضوءَ يهتزّ من فراسةِ أيقوناتٍ والفوانيس قميصٌ لغيمةٍ طامحةٍ بالحصى٠ أخطاءٌ تمرّ قربي وتسامحني٠شمعة تنظرُ إلى طينٍ طري بالخبزِ ٠ملحٌ كفيف البياض
طليق الطعم يتنزّهُ في هواءٍ يتأوهُ من الضوءِالقليلِ٠ وكما ماء لم يقلْ أنّه اطلقَ سراحَ جرّةٍ في مرمى ظلام٠ ينكشفُ أمام مصباحٍ مجنون٠ عابرُ سبيلٍ يبحثُ عن عميان بلا أسمالٍ في وكرِ ليلةٍ تتأرجحُ بيدِ الحبّ ، التراب يقطعُ الطريق الى أقدامِ تماثيلٍ، يحملون في أصابعهم قناديلا تركضُ خلفهم بالنبيذِ ولهفة مزامير داكنةٍ وبلا إرتباكٍ يحتفونَ بالملائكة وصفّ تعاويذ في فجرٍ ناضجٍ، يلبطُ بغنجٍ ويهتزّ تحت نهدِ سماءٍ تمطرُ ايقوناتٍ منعشة يانعة تلتقطها المقبرةُ بكلّ سرورٍ بوضوح ضجيجِ نعاسٍ أودعَ ألةَ النفخِ خلفَ ستارةٍ٠ تغسلُ رجفةَ الأصابع وهي تسطو على كلماتٍ تثرثرُ بعيونٍ كثيرةٍ الى مكانِ غوايةٍ غاية في العريِ والثلج ٠يتساقطُ على أبوابٍ تذهبُ الى عزلةِ امرأة تتأرجحُ فوق حبلِ غسيلٍ ملثم
2/يغوي المديح بإشارات
وكانّ الاسى ينزلُ من حبلِ الغسيل كأسئلةِ الضوءِ بمزاجِ تهيّج عطرٍ بطيءِ الشخير وشهي المذاق، يثيرُ حريّة أصابعه المولعة بقراءةِ رغبةٍ باقلّ كلام٠ يفخّخُ ثرثرةَ تعقدُ صداقةً ابرة مع عناقيدِ خيبةٍ في شؤونِ اقتراحاته الباردة، ظلّ يقضي الليل تلصّصاً ولا يخشى سرّ نافذةٍ مقطبة الحرير٠ ويمدحُ النبيذَ القديم٠ يزوغُ من سخونته ثعبانٌ يشربُ رطوبةَ ظلّ ويترقّبُ خبزاً في عزلةِ قنديلٍ، ينعسُ تحت مذبحٍ ينظرُ إلى أخطاءٍ تلتصقُ بثيابِ كاهنٍ غامض الثرثرة ،يغوي المديحَ بإشاراتِ أصابعه المهمة بوضوحِ ماءِ الفصح نفسه، يقولُ بالفطرة أن الجسدَ محبطٌ في الظلّ والوردِ نكهةَ كلام طيَ خبزٍ في دورقِ كاتدرائية، يطلعُ من سيرةِ ترابٍ ويطلقُ دائماً طابورَ العشبِ في يوميّاتٍ بيضاءَ كأنّها ملحٌ، يقولُ البحرُ انّه يأخذها من قامةِ لوحةٍ٠ تعرجُ بعكّاز قمرٍ إنطفا حوله العالمُ في صخبِ ثلج ٠يهبطُ تحت قعرِ فنجانِ حليبٍ نائم في يدِ عجوزٍ، تذوقُ الطفلَ بطبع فراشةٍ في مقبرةٍ٠ تنتظرُ حصّتها من نبيذِ الليل ووعظ غير مكرّرٍ من الصورِ الفوتوغرافية المعلّقة على رقبة سردابٍ مكسورَ العينين ٠ وقد تأخرتْ في السنّ ومسّها ظلامٌ دامس البرودةِ في عوائها الأسود الذي يطلقُ وجبة جديدة من الضوءِ والهواء والتراب
3/جسدٌ يكتبُ حكمته
نقيضي ما زال ثملاً لا يحسنُ حتى أن يخلعَ قميصَه٠ُ وضعتُ لهُ لكي يعبرَ الىّ صحيحاً مثلي٠ ليجعلَهُ أن يكونَ كثيراً هذه السنة وجميلاً وبأملاحٍ اضافيّة في خوذةِ ورد، يشغلُ حيّزاً مألوفاً من صباحٍ كفيفٍ يطوفُ بشغبٍ لافتٍ للظلّ حول وردةٍ مغمورةٍ بوضوحٍ في بصرِ سريرٍ أقلّ برودة من حرير لا يخرجُ للشمسِ، يخفي تحت إبطِه عكّازة بمزاجِ تعويذةٍ وثلجِ عرّافةٍ في نبيذٍ ساخنٍ ٠يسيرُ بإفراطٍ علني ليكتبَ حكمته في حلولِ زيتِ فصحٍ، يلوذُ بنفسه وحيداً ويخمّرُ فكرةً عتيقة يسعى أن يصلَ إليها بوضوحِ كلامٍ ولكسرِ حظرِ جسدٍ يرشقني بإسترخاءٍ أكثر مزاجاً من شهقتي٠ أناقش الماءَ متجهّماً من مكوثِ الضوءِ أسفلَ الغيمِ لأتقلدَ بافتخارٍ الطينَ٠ وحين تتأمّلني بانتشاءٍ وتسمحُ لوجهي أنْ يطمسَ في الطلاسمِ ، هذيان يقرأ طالعي في تجاعيد تمثالٍ يتخبّطُ بسخريةٍ في وحلِ ايّامه منقاداً لابتسامةِ ساعةٍ فوق كرسيّ نوتيّ، يقلّدُ صوفيّا في عزلته تحت مصباحٍ مكسورٍ وطينِ خرابةٍ تمرّدَتْ على الأرضِ في غفلةِ الكونِ بجرأةِ فتنةٍ خفيّة لا يعرفُ مزمورها سوى ثعبانٍ يأتي من طهرِ حبل سردابٍ ،يجلسُ على ركبتيهِ ويضحكُ على ثيابٍ حمراءَ يلتقيها تحت جسدها النحيل.