أدب

شرنقة القلب

شعر: حسام غانم

ماللقلب للقلب..
يقول العائدون من الحرب
سنبقى رغم كل هذا الدمار
وبشاعة هذا الرُّكام وتفتت الإعمار
سنظل صامدون هنا و نحب..
لكن شرنقة النبض تضيق
تفيق آواخر المساء
تئن ..تنفث الأهات تلمس الحريق
تشتعل الأفكار ..تدمع الأوتار
يختلط الرصيف بالسماء والطريق
وحبيبتي معجونة من شعاعات القمر
على رعشة خصلاتها يتموج الشجر
هذا البريق في عينيها
ينعكس على ستائري
على حروفي ومحابري
ليس كأي انعكاسٍ أوبريق..
كُلّي يتكوم بكلي
أنفاسي ..أعماقي ..اختناقي
انبثاق العسل من ترياقي
حين أردد اسمها يستفيق..
فكيف أهدي النجوم
نجمةً بعيدةً كحبيبتي
وكيف أعرّف المساء
على صديقةٍ كصديقتي
وكيف أعلم وريقات تشرين
إذا مرًّ طيفها التهليل والتصفيق..
هي تنكبُ على إشارات طلوعي
تجس نظراتها حديث الشوق لضلوعي
تحضن وسادتها الناعمة كأنا
تتململ أصابعها ويعن على بالها الغُنا
تملأ صورتي بأنفاسها بعمقٍ
كما يتنفس ويفعل الغريق
أحاديثٌ طويلة يكتنزها صمتنا
في بعدنا اوقربنا أو حنقنا
ومابيننا ألف سياجٍ واهمٍ
وعصفورٌ يغرّد بين شفاهنا طليق
في كل واحدٍ منا شرنقةٌ للقلب تحكي
تفرح تبكي تتمرد تتسع تضيق
لكننا نحملها كأمانةٍ لاتحملها الجبال
ولايكسٍر مجاديف قواربها المحال
نمضي وتمضي بنا
في سويعات تعبنا والهنا
هي مسرى إحساسنا ..حدسنا العميق
نوثقها بشرايينا بأقاصيصنا
وبنا تُعمّرُ والعمرُ بها يليق..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى