دمٌ في الحبر
نعمة الفيتوري | ليبيا
المرأة العاشقة جداً
تتوارى خلف ما تيسّر من الصّمت
تبحث كل ليلة عن مخاطرة
ترتب طاولة العشاء بالكثير من الأمنيات
تتحرش بالخيال، وتملأ الكؤوس
بنبيذ معتق بالشغف والورود الوردية
المرأة العاشقة جداً
تتحاور دائماً مع الجدار ليميل قليلاً
ليقرب زر الضوء عندما تفقد السيطرة
الحب الساذج يسقط تباعاً
لا يقوى على المسير في دهاليز المكيدة
المكائد يدبرها الشيطان
الشياطين يتنافسون
يمضغون الحب ويبصقونه في مراحيض
الرغبة، ويهللون بآهاتهم الشبقة
فوق أسطح العلاقات
التي تنمو في المستنقعات
يحكم القاضي
ببراءة القلوب
دون سماع الشهود…
كان يا ما كان
حبيبان تزوجا، وفي الغرفة البيضاء
سال نهر أحمر على سيقان مريم
قال الفخذ لم يمسسني بشر، ونطقت الشفاه
بالشهادتين…
والحب تدلى كرأس استسلمت للمقصلة…
وسكتت الشفاه.
