الشاعران السوري محمد خبازة و ليلاس زرزور (وجها لوجه)

خاص | جريدة عالم الثقافة

الشاعر محمد خبازة مواليد مدينة اللاذقية ثغر سورية  ونافذتها نحو العالم الخارجي  يقول: حصلت على الثانوية العامة في عام 1960 .. ثم انتسبت الى جامعة حلب بكلية الحقوق في العام 1963 حيث تخرجت في عام 1968 وفي العام 1970 تم انتسابي إلى نقابة المحامين ومارست مهنة المحاماة مدة تقارب خمسة وثلاثين عاما كنت أترافع في خلالها أمام المحاكم السورية بمختلف درجاتها. أحب الشعر العربي و أهوى السباحة  وكتبت الشعر وأنا طالب في الثانوية العامة.. وضاع الكثير من إنتاجي الأدبي و أنا الآن أكتب الشعر العمودي بمختلف مواضيعه الإجتماعية  والوجداني و الغزل ..و قمت بكتابة عدد من الموشحات الأندلسية تم تلحين بعضها. لم أهج ُ.. ولم أمدح أيا كان الممدوح . فالشعر أسمى و أكبر من أي  مديح أو هجاء.. لم أنشر أي ديوان .. بالرغم من أن ما لدي من قصائد يمكن أن  تتجاوز  الدواوين العشر..  و لا أحبذ ذلك .. فشعري لن أتاجر به  وقصائدي  هي أولادي  .. و هل رأيتم أبا  باع  أولاده . وأقولها  لك بصدق .. أكتب الشعر فقط .. لإرضاء الذات . نشرت العديد من الأبحاث  في مختلف مواضيع الأدب خاصة منها المتعلقة بالشعر العربي .. تحت عنوان “لغتنا الجميلة” نشرتها في العديد من المجموعات الأدبية الإلكترونية على الشابكة ..  و كانت مضامينها تتألف من مواضيع رئيسية ثلاث

1-  علم القافية و عيوبها

2-  علم الييان و البديع

3-  الشعر.. أحكامه و قواعده  ..  

ولي الفخر بأن اكون اول من نشر على الشابكة الالكترونية أبحاثا علمية متكاملة  في علم القافية  من الفها حتى يائها . و أقصد هنا بالقافية .. الكلمة الأخيرة من البيت الشعري  .

و قد تم جمع هذه الأبحاث جميعها بمختلف مواضيعها.. بحمد الله .. في كتب ثلاث تم انزالها على الغوغل:

 1- الكتاب الأول .. البلسم الشافي في علم القوافي .. وهويتعلق بأحكام و قواعد القافية  أنواعها.. أصولها و حروفها  و العيوب التي تطرأ عليها

  2- الكتاب الثاني..  قلائد الجمان في علم البديع والبيان. يتعلق بعلم البديع و قواعده وأنواعه من جناس و طباق و كناية  و التفات  .. و غيره

  3 – الكتاب الثالث.. الشعر قواعده وأحكامه.. يتعلق بالشعر بشكل عام .. تحدثت فيه  على سبيل المثال عن .. مطالعه و مقاطعه.. وابتكار المعاني و توليدها . البلاغة  و الفصاحة تقييد القافية وإطلاقها وغيرها من المواضيع المتعلقة بقواعد الشعر والقافية بشكل عام . استقيت مواضيعها من العديد من كتب التراث العربي .

و هذه الكتب جميعها ما هي الا عبارة عن مراجع لكل ناظم و شاعر ..  أضعها في متناول من يريد من الأصدقاء و الشعراء دون مقابل .. فأنا لا أريد من وراء ذلك إلا مرضاة الله .

كان لنا معه هذا الحوار القيم الثري …

1_ متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟

في الحقيقة  .. كنت أكتب الشعر و أنا طالب في الثانوية العامة.. كنت شغوفا بقراءة الشعر  وخاصة  الشعر الجاهلي و الإسلامي  ومن ثم  المعاصر وكنت.. أتردد على دار الكتب الوطنية باللاذقية و أختار منها الكتب المتعلقة بالشعر و دواوين كبار الشعراء ..أقرأ و انسخ.. و من ثم أقوم بحفظ ما يثير ذائقتي البسيطة في ذلك الوقت .

ولم يكن لظروفي الحياتية سواء في المنزل أو المدرسة.. أي دور في اكتشاف ما لدي..كنت أحب حصة اللغة العربية وآدابها عندما كنت في الثانوية العامة .. وربما كان ذلك نتيجة لمحبتي  لمدرس المادة الذي كان لا يألو جهدا في بذل ما لديه من عطاء.

و أستطيع القول.. إن أحدا لم يمد لي يد المساعدة في كتاباتي الشعرية إطلاقا .. و لم اعرض انتاجي الأدبي على أي كان للتصحيح.. وأنا من كان يقوم  به.. منذ البداية و حتى تاريخه ..  ربما ما ساعدني  في اتقان علم العروض و الأوزان الشعرية . كتاب  كنت حصلت عليه.. للشيخ مصطفى الغلاييني  ” العروض و القافية ” على ما اذكر اسمه.. و قد فقدته للأسف ميما بعد.. وأعتبره من أهم الكتب التي بحثت في علم العروض

و لا أخفي عنك. أنني أعتني كثيرا في قصائدي بالتنقيح و مراجعة ما كتبت.. كانت القصيدة  تأخذ مني وقتا طويلا .. وبعض القصائد التي كتبتها  .. أقولها و بصدق .. كانت تستغرق مني اشهرا أحيانا.. ومثلها تنقيحا وتهذيبا حيث كنت أنظم أحيانا في اليوم الواحد بيتا أوبيتين أو  ثلاثة  عندما كتابة هذه المطولات.. وكثيرا ما كنت أكتب أبياتا أو قصيدة قبل النوم .. ثم في اليوم التالي  او بعد ايام .. اقوم بشطبها لعدم رضائي عنها بشكل كامل  .هذا ما يجب أن يفعله من يحترم لغته .. و أدبه .

2_ الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة  ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة .

كنت أقول.. و ما أزال إن الشعر انعكاس لروح الشاعر وهو مرأة نفسه.. و بقدر ما تكون الروح  طيبة و النفس مرتاحة .. بقدر ما يكون انتاج الشاعر  انعكاسا  لروحه  ومرآة لنفسه ..  فينال انتاجه حظا من الجودة و التميز فأنت .. عندما تقرأين قصيدة  لشاعر ما أو أكثر .. فيمكنك أن تقدري و تقيمين  مدى جمال روحه و صدق عواطفه.. وسلاسة نفسه .. وعمق احساسه. أما ما يحتاجه الشاعر لتنمية تجربته الشعرية.. أقول دوما.. المطالعة ثم المطالعة ثم المطالعة.. أي مطالعة أشعار الأقدمين والشعر الجاهلي بشكل خاص.. والحفظ قدر المستطاع..فالمطالعة والحفظ هما اللذان يشكلان الملكة الشعرية لدى الشاعر.. ويساعدانه في تنمية مواهبه.

3_ كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟

ربما كان ذلك عائدا  لفقدان  الذائقة الشعرية  لدى الكثيرين  من المتلقين ..بحيث أنهم بمجرد ان يقراوا او يسمعوا أبياتا موزونة.. فهذا بالنسبة لهم منتهى الأدب و الجمال  . فيصفقون و يهللون و لا أشك في أن وسائل التواصل الإجتماعي و بعض وسائل الإعلام كان لها دور في إفساد الذائقة نتيجة لما يتم نشره من تافه الأدب  .. و منح كاتبيه الجوائز و المنح دون وجه حق وما ساعد في ذلك أن القائمين على مثل هذه المؤسسات المزعومة ليسوا على مستوى القضية ..  ولا يملكون اي مؤهل لتحمل مسؤولية تقييم   نص أدبي . و بالمقابل فإنني لا أعتقد أن للحظ دورا  كبيرا  في تقدم الشاعر و تنمية مداركه و مواهبة الشعرية .. فالانسان هو الذي يستطيع أن يخلق الفرص المناسبة لتنمية ما لديه ..  ولا بد للشاعر من الجد و الكدح  و الاجتهاد  وتهيئة الفرص لنفسه.. فهو الأقدر على ذلك .. وان تمكن الشاعر من الكتابة .. فهي لن تأتيه  دون بذل الجهد و الكد و المثابرة وليس صحيحا أن يكون بمقدور أي كان أن  يجعل من  شخص ما شاعرا .. ان لم يكن لهذا الشخص خلفية  ما .. أو أن تكون  لديه موهبة تجعله أهلا  لتلقي ما يمكنه الاستفادة مما قدم له .. و قد يكون للتوجيه  أثر طيب في ذلك فالانسان هو الأقدر على حل مشاكل نفسه بنفسه  . وأن الانسان الواعي هو الأقدر على ايجاد نفسه .

4_ ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة .؟

للأسف الشديد.. فإن وسائل التواصل الاجتماعي  أساءت كثيرا و أضرت بالحركة الأدبية ..وإن كان لها بعض الفوائد التي لا يمكن إنكارها اطلاقا. فمن فوائدها التي تحسب لها  .. أنها ضيقت المسافات .. و قاربت بين اهل ابلدان المختلفة.. بحيث استطاع الانسان التعرف على آداب الشعوب الأخرى و الاطلاع عليها و الافادة من ثقافاتها.. فيضيفها الشاعر الى مخزونه الأدبي هذا من الناحية الايجابية .. أما النواحي السلبية لها فقد أوجدت هذه الوسائل ..  الكثير من دعاة الأدب.. الذين  ظهروا بقوة و طفوا على السطح نتيجة  لفساد الذائقة  لدى المتلقي و كثرة أعداد هؤلاء.. فضلا عن سوء تصرف الكثير من المنتديات الأدبية التي لا تنتمي الى الأدب أصلا .. والتي يديرها عدد من دعاة الأدب ممن لا يملكون أي مؤهل علمي أو ادبي .. فأخذوا  يمنحون الجوائز التقديرية والشهادات العلمية دون وازع و دون رقيب  .. أو  رادع  و لعدم وجود أي مساءلة من أحد .. فضلا عن عدم توفر الآلية التي تحد من تعاظمهم أو عدم  وجود من يستطيع أن يكبح جماح هؤلاء الدعاة .

5_ هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟

لا شك في أن للمعلم دورا هاما في حياة الشاعر .. و بمقدار  ما لشخصية المعلم  و تمكنه من مادته التي يلقمها لطلابه،  وبمقدار ما يبذله من جهد صادق في تأديبة مهمته.. بمقدار ما يكون له من اثر جيد في تنمية امكانات و ميول الطالب، وأعود القول.. إن المعلم يعطي الطالب مجرد مبادئ أولية  بحيث تمكن الطالب أن يضع قدمه على الدرجات الأولى لسلم انطلاقته .. ثم يأتي بعدها دور الطالب نفسه الذي عليه أن يتابع بمجهوده الشخصي.

6_ ما رأيك بالنقد ؟

لا أشك و لا يستطيع أحد  أن يشك  ما للنقد من أثر في  تطور الشعر والأدب بشكل عام ..  وما له من أثر  في انطلاق مسيرة  الشاعر و توجيهه الوجهة  الصحيحة .. فالنقد يكون احيانا مقياسا و معلما في سبيل الوصول الى النهج السليم و الصحيح إنما هنا يكون دور الناقد في عرض المنهج العلمي و ايضاح خطوطه  مما تساعد الشاعر في سلوك الطريق الصحيح وعلى الناقد  أن يكون في نقده موضوعيا .. فلا يشير الى سلبيات النص فقط .. وإنما عليه أن يشير ايضا الى ايجابياته ..  وهذه من اهم مبادئ علم النقد .

7_ هل ترى أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

أجل  صدقت وللأسف الشديد  أرى أن الشعر في حالة من التقهقر المرعب  .. خاصة مع انتفاء الذوق الحسي  و الذائقة السليمة في كتابة الشعر فإن الكثير من المنتديات الأدبية الاكترونية وأحيانا بعض وسائل الاعلام المرئي و الكتوب .. كثيرا ما تنشر التافه من النصوص الأدبية مما ادى الى تخريب الذائقة في النفوس  ..وبالنظر لما نراه من هذا الكم الهائل من الشعراء .. الذين وجدوا  أن الشابكة الالكترونية قد أوجدت لهم الفرص و أفسحت لهم المجال في نشر ما يكتبون من تفاهات لا تصلح اساسا للنشر .

و في ذلك قلت :

أرى سوق القريض غدا مشاعا … و أضحى البيع يقضي بالمزاد

كأني و القريض ربيـــع روحي … أبيع الــروح  في سوق الكساد

و لا أنكر.. و لحسن الحظ  أنه ما زال  هناك طفرة أصادقة وواعية أوجدت عددا من الشعراء والأدباء الذي يحاولون ادارة بوصلة التصحيح الى الوجهة الصحيحة .. و الذين اثروا  الشعر  العربي بما قدموه و يقدمونه من روائع .. وان كانوا قلة.. بالنسبة الى هذا الكم الهائل من مدعي الأديب و الشعر . و لا أنكر أن  هناك من الشعراء الكبار الذين يبهرونك بنصوصهم الرائعة  و ما فيها من معان مبتكرة  .. الا أنه و للأسف الشديد هم قلة أمام هذا الزحف الهائل من  مدعي الشعر

8_ ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟

أجدادنا القدماء هم المتقدمون  و هم الطليعة .. و هم الذين أوجدوا أصلا .. ما يسمى الشعر العربي و عروضه .. وهم الذين وضعوا موازينه و قواعده و تفعيلاته  ,و هم من أورثونا هذا التراث العملاق هؤلاء العباقرة .. أنى لأجيالنا أن يلحقوا بهم و مع ذلك كما قلت .. فان هناك قليلا من الضوء مما يبشر بالخير بوجود شعراء يحق لهم أن ندعوهم شعراء بحق .

9_ ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ هل الشعر هو تعبير عن الإحساس ؟

اجمل الشعر .. ما صدق .. وأحسنه .. ما عبر عن  روح الشاعر ووجدانه .. و عكس مرآة أحاسيسه .. و أفضله .. ما خرج من الوجدان و أنا  احب من الشعر .. ما كان الى القلب أقرب منه الى الأذن

لذلك قلت  في أبيات :

هو الشعر بوح أو نسيـب و حكمة …  اذا هـــزّ وجدان الفؤاد  جميـــل

هـــو الشعر ما بـاح الفــؤاد بسره … وعبّر عنه  في الضمير دليــــــلُ

اذا ما تجافت عن حروف طـلاوة … فللأذن عن بــوح الحروف ذهول

اذا الشعر لم يخرج من الروح نبضه … فليس له نحـو الحيــاة سبيـــل

10_ هل الشعر صناعة ؟

الشعر هو  .. ما تفيض به النفس و ما يتفاعل  بداخلها من مشاعر و احاسيس جياشة  يعبر  الشاعر عنها بمكنون أبياته فالشعر في الأصل.. هو انطلاقة ما في نفس الانسان دون تكلف و بعفوية .. و منطلقا به  على السجية .. فيكون التعبير بالشعر  أكثر صدقا,,  وأسهل وصولا الى القلب إلا أن الشعر لا يمتنع عليه أحيانا  دخول بعض الصنعة فيه.. فيزيده متعة و روعة و اكنمالا  .. شرط ان تكون بعيدة عن التكلف    بمعنى.. أن تكتب القصيدة الشاعر ..  و ليس هو من  يكتبها و أروع الشعر أصدقه يقول زهير بن ابي سلمى :

و إن أحسن بيت أنت قائله … بيت يقال اذا أنشدته صدقا

و لا بد من القول إن الشعر  هو في بعض الأحيان صنعة و هناك من أحسن صناعة الشعر قديما و برعوا فيه ..  كابي تمام و أبي نواس و البحتري .. و غيرهم

11_ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

قصيدة الشعر.. أو ما يسمى بالنثيرة..  اذا ما احتوت بين ثناياها ما يعتبر من مقومات الشعر ..كالخيال .. و الاستعارة و الكناية و التشبيهات و الصور البيانية .. فما الذي يميزها عن الشعر العمودي ,  سوى الايقاع  و النغمة الموسيقية و ربما كان اشاعر النثيرة  القدرة على  التعبير عما في نفسه بصورة أكبر من الشاعر العمودي .. نتيجة لتحرره من قيوده إلا أنني شخصيا .. أفضل الشعر العمودي عليه .. فهو تراثنا الحقيق .. و لو أننا تخلينا عنه .. فقد تخلينا عن هويتنا العربية

12_ كيف ترى الوطن في شعرك ؟

الوطن .. هو الأم التي تحضن أبناءها جميعا.. اذا ضحك تبسم الدهر.. و أن ابتسم ازهرت الرياض و ضحك الربيع  .. و ان بكى .. دميت القلوب و نزفت الأعين

أقول مخاطبا الوطن :

أواه يا وطني .. و كم من سرحة … كانت تعانقها الطيـــور ترنمــا

كم بسمة لك في الفؤاد  و ضحكة …رسمت على شفة الزمان تبسما

في كل شبر من ثــــراك قصيدة  … عصماء وشحها الندى و تنسما

و قلت أيضا :

ساءلتني مرة عن وطني … فاثارت عاصفـا من شجن

عشقت عيني رؤاه مثلما … تعشق العين عزيز الوسن

13_ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟

هناك  عوامل كثيرة أدت الى الحد من انتشار الكتاب الورقي

أولا: الارتفاع الباهظ  في أسعاره و أسعار مكوناته .. كالورق و الحبر و اليد العاملة في الطباعة .. و ـعاب الناشر .. مما أدى إلى ارتفاع سعره .. مما حال دون الكثيرين من التمكن من شراءه .

ثانيا: ربما كان الوضع الاجتماعي للكثير من الناس  و ضيق ذات اليد .. و طلب المعيشة الملحة  و ما حصل و ما هو واقع  في العديد من البلدان  العربية

ثالثا: كما تفضلت .. فان  انتشار وسائل التواصل الاجتماعي  .. سهل حصول المرء على ما يريده مجانا  و أصح بالامكان الحصول و الوصول الى أي كتاب يراد قراءته كل ذلك لا شك أثر في الحد من انتشار الكتاب الورقي.

14_ كيف تجد المرأة كشاعرة ؟

منذ العصر الجاهلي  و حتى العصر الاسلامي و ما بعده و حتى الآن كان هناك  للمرأة  دور كبير و هام في كتابة الشعر و صياغته  .. و برز في التاريخ العربي  على مداه .. أي من العصر الجاهلي و حتى اليوم شاعرات رائعات  برزن بشكل واضح.. كالخنساء و غيرها وان كان البعض منهن  مقلات .. الا أنهن كتبن الشعر الجيد  منهن على سبيل المثال

اروى بنت عبدالمطلب  عمة رسول الله..  و الدعجاء بنت وهب الباهلية وغيرهما .. وهناك في العصر الجاهلي الكثيرات وفي العصر العباسي.. قرأت قصيدة للشاعرة ليلى بنت طريف  والملقبة ” الفارعة ”  ترثي اخاها ” الوليد بن طريف الشيباني ” الذي كان رأس الخوارج في ايام الرشيد حيث وجه له يزيد بن مزيد الشيباني  الذي ظفر به وقتله  .. و هي من أجمل ما قرات في الرثاء .. تقول فيها :

ألا يا لقــوم للنــوائب و الـــردى … و دهــر ملح بالكـــرام عنيــــف

و للبدر من بين الكواكب اذ هوى … و للشمس همـــت بعده بكسوف

أيا شجر الخابـور.. ما لك مـورقا … كأنك لم تجزع على ابن طريف

فتى .. لا يحب الزاد الا من التقى … ولا المــال الا من قنا و سيوف

ثم اننا نعلم جميعا كيف كانت المراة  في الاسلام  تشارك في الحرب  من خلف الجيش و تضرب بالدفوف منشدة ..  طلع البدر علينا .. الخ .. و في هذه الأيام .. فان للمراة  دورا بارزا في الحركة الأدبية و الشعرية و هناك شاعرات رائعات  تعرفت على شعر العديد  منهن على الشابكة . و يكتبن الروائع من الشعر العمودي.

15 _ هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟

ربما اختلف الأمر بين شاعر و آخر.. فهناك العديد  من الشعراء من يبحث عن المردود المادي و بدون شك . هناك من يحاول أن  يثبت وجوده في عالم الأدب

16 _  ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟

أولا: أقول لشعراء اليوم القافية ثم القافية ..وأقصد تلك التي ينتهي بها البيت الشعري  فعليهم الاعتناء بقواعدها و مبادئها اعتناءهم بالأوزان.. فهي  باب القصيد.. والمدخل الى القريض ولولا القافية لما سمي الشعر شعرا.. و لا شعرَ الا بوجودها .. و هي  كما ارى .. باب القصيد.. و المدخل الى نظم الشعر .. و لولاها ماكان هناك شعر  أصلا وعلى الشاعر  مطالعة اشعار القدماء و حفظ ما يستطيع من اشعارهم  .. فهم قدوتنا وهم أصله وواجدوه  ولن يكون الشاعر حاذقا مجودا ، حتى يتفقد شعره ، و يعيد فيه نظره ،  فيسقط رديه، ويثبت جيده ، و يكون سمحا بالركيك منه ، مطرحا  له ، راغبا عنه . فان بيتا جيدا يقاوم ألفي رديء .وعليه أن يختار في شعره  الألفاظ التي تتناسب و المعاني و تشكل معها وحدة متكاملة لا انفكاك عنا  و أن يختار من الألفاظ ما  تكون مخارجها متباعدة .. فاذا كانت هذه المخارج  متقاربه  فسيصعب النطق بها و يصبح البيت ركيكا.. كما في قول الشاعر

و قبر حرب في مكان قفر … و ليس قرب قبر حرب قبر

فلا يستطيع المرء ان يقراها عشر مرات الا أن يقع في الخطأ  في قراءتها

و على الشاعر انتقاء  الألفاظ الجيدة

و على الشاعر انتقاء  الألفاظ الجيدة..  وأن يختار لها المعاني الحسنة و الجميلة

و ذا كان اللفظ هو الجسد  أو البناء.. فان المعاني أرواحها ,, و سكانها

و لاخير في جسد لا روح فيه.. و لا في بناء لا يقطنه ساكن

و في ذلك أقول :

الشعرُ يحيا دهورًا بعد صاحبِـــه… والنــظمُ أغلبُه .. لا يبلغُ الأذنــا

ان المعاني جمالُ الروحِ في بدنٍ … وكيفَ تصلحُ روحٌ غادرتْ بدنا

إضافة إلى ذلك.. على الشاعر  الإبتعاد عن المرذول والساقط  من اللفظ أو المعاني العصية على الفهم  و كان بعض الحذاق بالكلام يقول  :

قـُــلْ من الشعر ما يخدمك ..  و لا تقل من الشعر ما تخدمه

و لا بد من القول أخيرا إن أسوا الشعر ما سئل عن معناه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى