في ذكرى رحيل الفيلسوف والطبيب ابن سينا
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
تمر اليوم الذكرى 984، على رحيل الفيلسوف الطبيب، العالم الشهير ابن سينا، إذ رحل فى 21 يونيو عام 1037، عن عمر ناهز 57، عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث فى العصور الوسطى، وقد ألّف 200 كتابا فى مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ فى العالم.
وبعيدا عن علمه وإنجازاته الطبية، عرف عن الفيلسوف الراحل، أنه كان مغرما بالنساء وعاشقا لا يشق له غبار، وأن البعض يرى أن نهاية الشيخ الرئيس جاءت بسبب حبه وشغفه بالنساء والجنس، وهو ما ظهر من خلال العديد من الكتب والروايات، أبرزها: رواية ” فردقان “
وفى روايته “فردقان” للأديب الكبير يوسف زيدان، تقدم صورة كاملة عن حياة العلامة ابن سينا، “أعماله، أفكاره، فلسفته، ومشاعره الداخلية، وانعكاسها على كتاباته”، كما تتناول العصر الذى عاش فيه، والحكام الذين عاصرهم، وتتطرق بالتفصيل إلى فترة اعتقاله بداخل قلعة “فردقان” وكيف أثرت هذه الفترة وانعكست على شخصيته وتفاصيل حياته، وكذلك كتاباته أيضًا.
يبين حرمان ابن سينا من السعادة الدائمة التى تتوق نفسه إليها خارج إطار العلاقات الجنسية التى لم يُحرَم منها. . و من الجدير بالذكر أن الرواية ترجمت للغتين ” الإيطالية و الفارسية.
يتحدث د. زيدان عن ” الشيح الرئيس ” قائلا :
كتب ابن سينا كثيراً «ومن يكتب لا يمت» وأبدعَ فيما كتبه، فاستحق احترام العالمين وتقديرهم، وكان واحداً من الأعمدة التى قامت عليها النهضة الأوروبية الحديثة. ولذلك أطلقوا اسمه على واحدة من كبريات القاعات بالسوربون، ونشروا أعماله فى طبعات بديعة «قبل أن ننشرها فى مصر بقرابة ثلاثة قرون» وتفننوا فى دراسة أعماله الطبية والفلسفية.. و كثيراً من إبداعات ابن سينا العلمية التى أهملنا النظر فيها، واكتفينا بترديد اسمه ضمن علماء الإنسانية دون وعى بما قدَّمه، ودون الاهتمام بقراءة ما كتب. .