الترجمة السبعينية للتوراة
د. يوسف زيدان | الإسكندرية
حين نقول (إسرائيل) تنصرف الأذهان فورا إلى اسم البلد الذي يجاورنا، و يدعى أهله أنهم و العرب أبناء عم ، غير أن مقصودى الآن، هو بيان أن الدولة المجاورة أخذت اسمها من أشهر أنبيائها، وهو النبى يعقوب ابن النبى إسحاق بن إبراهيم أبى الأنبياء، عليهم السلام جميعا.
و قد تحول اسم يعقوب إلى إسرائيل، فى قصة شيقة وردت بالتوراة التى نؤمن نحن المسلمين بأن اليهود حرفوها، ويتهمنا اليهود بالتخريف والتجديف في حقهم؛ إذ أنهم لم يزعموا أصلا أن التوراة كتاب سماوى، حتى يقوموا هم يتحريفه بعد نزوله.
فالتوراة، وفقا لما يؤمنون به، كتبها أحبار اليهود فى القدس (أورشليم) بعد عودتهم من السبى البابلى، في حدود ألف سنة قبل الميلاد والمؤرخون يقولون: (إنها كتبت قبل الميلاد بخمسمائة عام) باللغة العبرية.
و لم تنتشر التوراة و تصير كتابا معتبرا، إلا بعدما أحضر ملوك الإسكندرية ( البطالمة ) من فلسطين، أثنين و سبعين حبرا من أحبار اليهود، أقاموا بالإسكندرية زمنا، أنجزوا خلاله الترجمة اليونانية للتوراة، و هى الترجمة المعروفة باسم : الترجمة السبعينية؛ نسبة لهؤلاء الأحبار الذين ترجموها عن أصلها العبرى إلى لغة العالم المتمدن آنذاك : اليونانية.
و هكذا بقيت التوراة قرونا طويلة، حتى وصلت إلينا بالشكل الذي نعرفه الآن، بعدما ألحقت بها يعض الأسفار الأخرى، ليصير المجموع هو : العهد القديم.