الصدى
فايز صادق | مصر
لست أمزح أو أراوغ أو أعاني
حين أمشي متعبا
في ظل أشجار النخيل
وقد يعاند خطوتي
شلالُ بئرٍ في صحارينا الفساح
بل إنني أبني وأهدم
ثم أبني ما استطعت
على البراح
والشمس قد تقوى على
حرق الرمال أو الشجر
لا تيأسن فإننا
أبدا سنطفئها بماءٍ منهمر
ونعود نبحث عن مساءٍ مستفيضٍ
في ثنيات القدر
أنا من أكون علي ضفاف البيد
أو تلك الحفر
أنا ظل أجنحة النسور
وقد تعلق بالخطر
وأنا المطر
لكنني غيرت خارطة الشتاء
ودعوت نور الشمس يشرق
فى المساء
فأنا الصباح المستقرعلى المدى
وأنا الصدى
وأنا البداية في الرؤى
عند انتهاء المبتدا
وأنا نسيم الشوق يهفو
كي يعانق من شدا
وأنا سأبقى واعداً رغم العداة
ورغم أذناب العدا
أنا دفترٌ للذكريات
على سدوم المنتدى
أرَّخت قاموساً جديدا
للوقائع في مدينتنا
لمن تخفَّى كالسراب ومن بدا
وأنا الذي
إن شئت أحدث في فضاء الصمت
أعلى جلجلة
وأحيك من نبض الوريد علامةً
للواقفين على حدود همومهم
فوق الجروف المائلة
وغفوت لكن لست أغفو
عن مسار القافلة
أنا من يعيد إلى الأمور نصابها
عند الغشاوة واحتدام المسألة
وأنا الذي
سأرمُّ جرح الأرض بعد الزلزلة
وعرفت من غرسوا نزيفاً في المقل
أومن يتاجر فى دموع
الكادحين بلا خجل
ومن يظن بلادنا سيفا تكسَّر
في عراكٍ لم يزل
هو مخطئٌ
فمن الخليج إلى المحيط
سواعدي ممدودةٌ
وعفيةٌ لا تحتمل
فأنا امتداد النيل نحو الرافدين
يمرُّ بالقدس الابية والتي
غرست بيأس قلوبنا
معنى الأمل
وأنا المسافر من دمشق إلى الرباط
لعلني أصل التلال ببعضها
دون ارتخاءٍ أو ملل
أنا من تدبر في تواريخ المعارك
في الصحاري والجبال
وحفظت تاريخ البلاد
بلا رتوشٍ أو ظلال
أحصيت من صدقوا ومن خانوا
ومن صعدوا على كتف الضلال
ومن ترنح في الهواء
ومن تماسك كالجبال
وعرفت من باعوا
مقادير البلاد رخيصةً
كي يصعدوا مثل الدخان
على قصورٍ من رمال
وأنا الذي حاولت
أن أصل الحقيقة بالخيال
وبنيت صرحاً للصعود الى الأعال
فأنا الذي صنع المحال
وأنا الذي هزم المحال