سوالف حريم.. كل عيد ولكم “Like”

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة

ضحكت أيّام العيد من باب “شرّ البلية ما يضحك”، فنحن الذين ندعي أننا مؤمنون، ومنا من يتصرف وكأنه يملك مفاتيح الجنة، فيكفر هذا وذاك، وربما سيعطي صكوك غفران للبعض الآخر! وقد اعتدنا -حسب تعليمات ديننا- أن نصل أرحامنا في الأعياد، مع أن صلة الرحم لا تقتصر على أيام العيدين فقط، وليس المقصود بصلة الرحم أن يعطي الرجال مبلغا من المال للنساء من ذويهم، ولا أن يأخذوا لهن الهدايا، مع التأكيد على “الرّحم” هنا لا يعني النساء فقط، فالرجال “أرحام” هنا أيضا، ولا بدّ من صلتهم.

بل المقصود بصلة الرحم هي التزاور والاطمئنان والتعاضد بين ذوي القربى، وهذا التفسير قد يرضي بعد الرجال الذين يعانون من ضائقة اقتصادية ومالية، لكنّنا ونتيجة “للتطوّر الممسوخ” الذي نعتقده في زمن الخراب والانهيارات التي نعيشها، فإن التزاور قد أصبح عبئا على البعض، وهذا ما أضحكني عندما علمت من صديقة لي أنّ أشقاءها قد عايدوها بتهنئة على صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، فما كان منها إلا أن ردّت عليهم بوضع إشارة اعجاب، وبعد انتباهي لما قالته صديقتي شاهدت على صفحات “الفيس بوك” مئات التهاني بقدوم عيد الأضحى، وهذه التهاني باسم مؤسسات وأفراد وغير ذلك.

وهنا لا بدّ من التأكيد بأنني لست مدمنة “فيس بوك” ولا أفتح صفحتي عليه أكثر من دقائق معدودة في اليوم، فأنا أقضي يومي بالعمل في بيتي وفي حديقة منزلي، وإذا ما كان لدّي وقت فإنني أنفذ وصيّة جدنا المتنبي التي قال فيها :”وخير جليس في الزمان كتاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى