هَلْ يُغريكَ المَوت؟
معين شلبية | فلسطين
مُتَوَّجَاً كَنَفْحَةِ طِيْبٍ لاْ وَسْماً بهيَّاً بَعْدَكَ
هَبَطَّتَ مِنْ وَرَقِ الغَمامِ لِتَرْسُمَ المعنَى
وَتَبْعَثَ مِنْ ضَبابِ يديكَ رِسالةً أُخرَى
وَدمعاً أَبيَّا.
هَا أَنتَ تُؤَثِّثُ عهدَ الغيبِ
وَترحلُ فيْ شهوَتِكَ الأَبديَّة
هَا أَنتَ تُحَدِّقُ ثانيةً فيَّ
وَتُحَلِّقُ فوقَ رياحِ النُّورِ
هَا أَنتَ تُنَضِّبُ صَفوتَكَ الوحشِيَّة
وَتَشْحَنُ بالخيطِ اللَّيلك
عَلَّ اللَّيلكَ يَعْبُرُ طَقْسَ الموتِ
بِدونِ خَلاص.
هَلْ يُسْعِفُكَ العشقُ؟
مِنْ أَيِّ سُيوخٍ طينيٍّ قذفتكَ العُزلةُ
حَتَّى شُسُوعِ العُمْر؟
مِنْ أَيِّ مجالٍ ناريٍّ دَفَقَتْكَ جِهاتُ الخَلْقِ
نَحْوَ مَساحيقِ المنفَى؟
مِنْ أَيِّ مَهبٍّ مائِيٍّ تَتَشَمَّمُ رائِحةَ البحرِ
وَتدعُو للمطرِ التَّائِهِ فيْ صفحاتِ الرَّمل؟
هَلْ يُسْعِفُكَ البحرُ؟
مِنْ أَينَ ليْ عُرْيُ الإِجابةِ حينَ يَشتعلُ السُّؤَال؟
مِنْ أَينَ ليْ رَجْعُ المرايَا حينَ يَنكسرُ القِناع؟
مِنْ أَينَ ليْ وَقْعُ الأَغانِي حينَ يَنتفضُ النَّشيد؟
مِنْ أَينَ ليْ
مِنْ أَينَ ليْ
وَلكَ البدايةُ والقيامةُ
فِيكَ يَكتملُ الهِلال.
لَكَ قِمَّةُ الرُّؤْيَا مُذْ مَرَّ الهواءُ عَلى مَفارقِ روحِكَ
وانكوَيت، فَاحمِلْ بلادَكَ، رُجَّهَا لَوْ شِئْتَ
وَهَيِّئْ لسَيِّدتي الأَنيقةِ مَا استطعتَ
مِنَ البياضِ المقدسِيِّ
فَكُنْ جِرْسَاً فيْ مملكةِ الفجرِ
وَكُنْ كالبَرْقِ فيْ ملكوتِ الغَسَق.
مُتَّكِئَاً عَلى خرائِبِ روحِكَ
مُؤَجَّلاً كقمرِ اليبابِ وشمسِ الفُقراء
يَأْخُذُني البَحْرُ تماماً
يَفتحُ شُبَّاكاً خلفِيَّاً للغُربةِ
تَحمِلُني ينابيعُ الجُوعِ
فَتَجْهَشُ فيَّ رائِحةُ الوطنِ الطَّافحِ بالأَحزانِ
يَنهمرُ الوَهجُ بقايَا لاْ أَعرِفُها
يَرتعشُ علَى الشَّفتينِ سُؤَال:
هَلْ يُغريكَ الموتُ؟
لاْ!
هَلْ يُغريكَ الموتُ؟
لاْ!
هَلْ يُغريكَ الموتُ؟
لاْ!
كَيفَ الرَّفضُ!؟
وَالموتُ قميصُ الرُّوحِ المتهيِّئُ
فيْ مهجَعِكَ الموعُود
كَيفَ الرَّفْضُ؟
وَفِي القلبِ مسارٌ يتململُ عندَ الحُلْمِ
يَا مِعراجاً يحملُ فَوْحَ ثَراهَا
وَعَوْدَتَكَ المنْتَظَرَة.