كأن وجهَك في السماءِ سحابةٌ بيضاءُ، تسري بالجمالِ على البَشرِ

عبد الرحمن امنيصير | طرابلس

أختفي كقطرة مياهٍ في المحيط!
أشعر بالعمقِ رغم الفراغ الذي يخيم روحي
كسَجين يكتبُ و يحلم عن الحرية، و حُكمه مؤبد.
إني حزين جداً، و كأن مدينة مِن العزاء تُقام بداخلي.
كطفلة تائهةٍ تبحثُ عن والدتها في مكانٍ مُظلمٍ و تهابُ الظلامَ، كفتاة ذابلة مِن قسوةِ الحياةِ.
مَوجٌ ورَاءَ مَوج، فَوقَ السَطحِ تَطفُو أحلامُ الغَرقَى.
لم أكُن أبكي لكن الأصدقاء كانوا يختفون في عينيّ كأضواء السيارات تحتَ المَطرِ.
في هذا المكان البائس لا فرق بين أن تستيقظ صباحًا أو مساءً أو أن لا تستيقظ أبدًا … فأنت كطيفِ ميتٍ يحوم بمنزله يبحثُ عمن يواسي وحشته و لا أحد يراه.
سأنام الليلة بتعاسة عجوز وحيد
لم يتذكر أي أحد من أبنائه أن يحضر له،
هدية في عيد ميلاده السبعين!
يتوارى داخلي حزنٌ بالغ الأسى و القدمِ.
وَراء الجَنازَة نَمضِي بأكفَانٍ مُلونَة، أحياءٌ قَيد المَوت.
وددتُ لو تنطوي الأيام في كَنَفٍ؛ لأنِها تقودُ عقلي لماضٍ لا أُريد ذكراهُ.
نحتاج لِمن يشيد مِنَّا قصراً ونحن رُكام، لِمن يُلِملم شِتات قلوبنا كُلما عصفت بِنا رياح الحياة القاسية!.
كُنت تائها في خرائطِ قلقٍ لا خلاص منها..
‏أيامٌ عرجاءٌ و قلبٌ بكامل ثباته..
أعيش هُنا بينَ أشياء مُحطمة قلبّي واحدٌ من بينها..
أمشي على سطح الجحيم،
‏أحدق في الزهور
تريّث أيُها الهواء .. إن قلبي مثقوب
الكاتب خياط أيضاً، مُستيقظ دوماً ينسَجُ قُمصاناً لا يرتديها أحد، أما أنـا فأكتبُ لنفسي.
احتفظ بآلامك لنفسك .. فلن تجد من يتألم نيابة عنك..
كلُّ ما أكتبهُ ترّهاتُ أطفالٍ ..
لا طائل منها ..
“تَداوو بالصَّمت، الحديثُ الكثير يُؤذي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى