الشاعر إيهاب البشبيشي يروي سنوات التكوين في إذاعة “القاهرة الكبرى”
القاهرة | خاص
استضاف الإعلامي حسين الناظر من خلال برنامجه “سنوات التكوين”، على موجات إذاعة القاهرة الكبرى الشاعر الأستاذ إيهاب البشبيشي.
وتحدث الشاعر إيهاب البشبيشي عن أهمية وأثر سنوات التكوين في تشكيل فكره ووعيه ووجدانه، ورسم الملامح الأولى لموهبته الشعرية، وأثر هذه السنوات على تكوين شخصية الشاعر.
وتحدث البشبيشي عن أهمية دورالأبوين والأسرة في تربيته وتعلقه باللغة العربية والتفوق فيها حيث كان والده معلمًا للغة العربية وجده كذلك، حيث تعهداه بالتعليم والمتابعة والتوجيه، وأتاح له سماع أعذب الأشعار ومطالعة أعمال كبار الشعراء خاصة شعراء العصر الجاهلي وما تلاه من عصور.
كما تحدث عن دور النشأة في قرية أوسيم التي ولد بها في12 فبراير م1962 م؛ التي أصبحت مدينة وحاضرة كبيرة من أكبر مدن محافظة الجيزة، والأثر الذي تركته القرية في نفسه، حيث الجمال والهدوء، والاتساع في مفهوم الأسرة الذي يخرج عن النطاق الضيق لمجال أرحب حيث الجميع أسرة واحدة الجيران وجميع أهل أوسيم حتى الغرباء منهم، كان الجميع يتعهد النشء بالتوجيه والرعاية والتقويم.
وروي “البشبيشي” دور المدرسة في تشكيل فكره ووجدانه ووعيه بالعالم إلأى جانب تكوينه العلمي والثقافي واكتسابه للعديد من المهارات حيث كانت المدرسة خلية نحل يمارس بها التلاميذ كافة الأنشطة الألعاب الرياضية والمسرح والموسيقى والكشافة إلى جانب الإذاعة المدرسية والخطابة وغيرها، ويقف عند دور معلمه الأستاذ بدوي؛ معلم اللغة العربية الذي كان له دور كبير في توجيهه وصقل مهارته الإبداعية.
وتحدث الشاعر الكبير إيهاب البشبيشي بداية تعلقه بالشعر الذي يرجع إلى الراديو حيث كان متابعًا لبرامج الإذاعي الكبير فاروق شوشة، ويتذكر أنه كان يقدم احتفالية بأمير الشعراء أحمد شوقي وقدم فيها العديد من الشعراء قصائد عذبة استهوته وراح يحاكيها وينسج على منوالها، وأخذ يكتب ويلقي القصائد على أسماع أصدقاءه الذين تعهدوه بالتشجيع، ويروي دور أحد أصدقاءه الذي كان يدرس بالأزهر، والذي أهداه كتاب العروض “اللباب في العروض والقافية” للأستاذ كامل شاهين الذي كان مقررا على المرحلة الثانوية الأزهرية، الذي يعدّ من أسهل وأبسط الكتب في تعليم العروض وموسيقى الشعر، وكان له دور كبير في إتقانه فن العروض، والوصول لمرحلة الاحتراف.
كما تحدث “البشبيشي” عن القراءات الأولى في حياته ودورمكتبة الجد في هذا حيث أتاحت له معايشة الكتاب كروتين يومي وجزء من تكوين البيت، إلى جانب دور مكتبة المدرسة في غرس حب القراءة والاطلاع لديه، حيث كان محبًا لحصة المطالعة نابغًا فيها. ما أدى إلى تعلقه بالقراءة والاطلاع على عيون التراث الأدبي والثقافي والفكري، وتعلقه بالشاعر الكبير “المتنبي” وحفظه لأشعاره، وتأثره الكبير بأمير الشعراء أحمد شوقي الذي يعتبره أهم شعراء العصر الحديث لما له من دور هام في تجديد القصيدة العربية،
وروي “البشبيشي” دراسته بكلية الهندسة جامعة القاهرة؛ حيث كان متفوقًا في مادة الرياضيات محبًا لها إلى جانب الشعر، وعمل بنصيحة والده الذي نصحه بأن دراسة الهندسة لاتتعارض مع هوايته وكتابته للشعر، لكن دراسة اللغة العربية لن تمكنه من مزاولة الهندسة، مؤكدًا أن اللغة العربية متشربة لعلوم الرياضيات ، وأن هناك علاقة وثيقة بينهما تتجسد في علم العروض الذي ظهر علي يد الخليل بن أحمد، وهذ العلم قائم على التشكيل الرياضي، مشيرًا إلى أن دراسة الهندسة وعمله كمهندس أفاده في الكثير من الأمور أهمها بنيان القصيدة.
وذكر “البشبيشي” أثر كلية دار العلوم التي كان دخولهًا هاجسًا يراوده، فدفعه للزيارة والتواجد الدائم مع أقرانه شعراء دار العلوم وحبه للغة العربية وهذه الكلية دفعاه لحضور جميع المحاضرات وقراءة معظم المناهج، ويتذكر ذلك باسمًا “كان تخرجي الحقيقي من على رصيف دار العلوم” ،حيث كانت كلية دار العلوم والرصيف المواجه لها هو قبلة شعراء الجامعة ومحبي الشعر من مختلف الكليات الأخرى.
كما تحدث عن دور الجماعات الأدبية والأنشطة الثقافية وحضوره ومشاركاته في الملتقيات الأدبية والأمسيات الشعرية في بداياته التي كان لها أثر كبير في إبداعه الشعري ولغته الشعرية مشيرًا إلى أن هذا المناخ يجعل الشاعر قريبًا من الساحة الإبداعية ويوفر له الخبرات باطلاعه على إبداعات الآخرين، ويعرف رأي الشعراء والنقاد في إبداعه ما يمكنه من النضج وتصحيح المسار دائمًا، ويجعله أكثر قربًا من الناس، وبالتالي يكون أقدر على مسايرة ومعايشة الواقع والتعبير عنه.