موقد الثورات
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
أيا موقد الثورات ماأنت صانع
جراحٌ وأرواحٌ سكارى تنازع
//
ألا ترعوي؟ أم أنّ للحق سكرة
فبعثٌ وإظهارٌ وربٌ يدافع!
//
قبضت على جمر الكرامات لاذعا
يديك وصوت الصبر في العين دامع
//
وما مؤمن بالنور إلاك شيعة
أيكفي رهابَ الليل بدرٌ مشايع؟
//
أيكفي بوار الأرض فيض سحابة؟!
على تربة الأجداث ما أنت زارع؟!
//
ستحتاج ألفا كي تراها قشيبة
فجيل على جيلٍ يكون التدافع
//
تتابع أرواحٍ كرامٍ لها سقت
لتؤتى ثمار العدل تربو المزارع
//
فلا تبتئس فالدفع لابد واقعٌ
وإن طالت الشكوى وأنّت مواجع
//
على أن إنضاج المواقيت فجأة
تراكمُ طاقاتٍ عظامٍ تقارعُ
//
وما كان أنْ ينأى عن الناس صيّبٌ
طهورٌ إلى رد الجفاف يُسارع
//
عجبت لأشباه البهائم تكتفي
بإمتاعها عيشا كفيفا تُضاجع !!
//
فلا رغبة في دحض فكرٍ مشيطن
ولاتوقد الأرواح والعتم واقع!
//
طبائعُ لا تلقى على الكون مادحا
ألا تعست في الناس تلك الطبائع!
//
وأخبثهم قوّادُ عرْضٍ معرّصٌ
إلى عهدةالصهيون للأرض بائع
//
يُحرّف فحوى الشرع لله خادعا
وماغير ذات النفس حين يُخادعُ
//
يطبّع والشيطان عرسا ومغنما
ألا خاب من بيع وخابت بضائع
//
يقينا بأنْ بالعلم تُبنى البدائع
نحرر مسرى الضوء فالجهل مانع
//
وما مظلم إلا رمته سهامنا
شعاعا فضائيا بنورٍ يدافع
//
سلامٌ إلى أقطاب فلك مضيئة
لنا نسلنا الفضيّ كالنجم ساطع!