سوالف حريم. آخخخخ يا زمن
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
هذا اليوم أورثني حزنا غير متوقع، فبينما أنا في الحافلة “الباص” في طريقي إلى قدسنا، وبعد محطتي وقوف للباص من بيتي، صعد إلى الباص رجل مرموق من قريتي، تفاجأت من منظره، فقد هدّته الأمراض وأدخلته في شيخوخة مبكرة لم يحن وقتها بعد، وبدا عليه التعب واضحا، ويبدو أنه لم يعد قادرا على سياقة سيارته الخاصة التي اعتاد على التنقل بها.
كانت مقاعد الحافلة مليئة بالرّكاب، ولم يتبقّ مقعد واحد فارغا، بل كان حوالي خمسة شباب واقفين بين صفّي مقاعد الحافلة. وقف الرجل في منتصف الحافلة ممسكا بيده اليمنى عارضة الباص المعدنيّة من فوقه ليحمي نفسه من سقوط محتوم في أيّ التفاف حادّ للحافلة. ومع أن من كانوا يجلسون في مقاعد الحافلة غالبيتهم من الشباب دون سنّ الثلاثين، إلا أن أيّا منهم لم تدفعه شهامة الرجال أن يقوم من مكانه، ليجلس الرجل الوقور مكانه، شعرت بحزن على الحال الذي وصلنا إليه، وتذكرت أياما مضت كان الرجال فيها يقفون ليُجلسوا أيّ امرأة حتى لو كانت من جيل بناته، أو ليجلس مكانه رجل قد يكبره بعام.
أمضيت يومي حزينة وأنا أتساءل: أين كنا؟ وأين أصبحنا؟