بِلِسانِ زَوجةِ مُغْتَرِب
شعر: خديجة البعناني
اللَّيلُ فِي عَينَيْهِ بَدْرٌ أَشرَقَا
والصُّبْحُ عِطرٌ مِنْ خُزَامَى أَعْبَقَا
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ نَأَى عَنْ نَاظِرِي
مُذْ صَارَ غُصْناً فِي البِعَادِ وَأَوْرَقَا
لاَ الطّيرُ يُوصِلُ مِنْ وِدَادِي لهفةً
والبحرُ يَأْبَى يَكْتَرِينِي زَورَقَا
فَلَكَمْ أَبِيتُ يُذِيقُنِي طُولُ الدُّجَى
دَمْعاً حَسِيساً بِالعُيونِ تَرَقْرَقَا
وَلَكَمْ أوَارِي عَنْهُ أنَّاتِ الجَوَى
يُوشِي بِهَا القلبُ الذي ما أطبقا
يَاسَاكِناً بَينَ الضُّلوعِ عَلَى المَدَى
رُحْماكَ قَلبِي والمُنَى أَنْ تُشْفِقَا
إنَّ الخَرِيفَ قَدِ ارْتَعَاهُ بِبَيتِنَا
صَمْتُ الَّليالِي بِالسُّقوفِ فَطَوَّقَا
والبَردُ ينحثُ بالفؤادِ منافذاً
يًرخِي السُّدُولَ على الأماكنِ مُغلِقا
جُدْ بِالوِصَالِ فَإنَّها لَقَصِيرةٌ
وَدَعِ الرَّبيعَ عَلَى رُبَانَا مُغدِقا
لاَ خَيْرَ فِي عُمْرٍ مَضَى بَيْنَ الدُّنى
وَسطَ الحَقَائبِ والتَّذاكِرِ أُهْرِقَا
فَتَعالَ واملأْ أيْكَتِي بِزنَابِقٍ
تُحْيِي الصِّبا وُتُعِيدُ عَهداً أَحْمَقا