لِفاطِمةٍ لتبْكي كلُّ عيْنٍ
أبو نبراس البوصافي | سلطنة عمان
(رثاء جدتي فاطمة بنت سيف الريامية)
أقيمِي يا قُريَّاتُ النّواحَا
وسُحِّي الدَّمْعَ واقْتَسِمي الصِّياحَا
//
ألَا طِيرِي إلى أرْضِ المَراثي
ونقِّي كلَّ بيتٍ كيْ يُناحَا
//
وهيَّا دُقِّ ناقوسَ الرَّزايا
أقيمِي اليومَ مأْتَمَكَ المُبَاحا
//
فابْنَتُكِ الحبيبةُ حيلُ غافٍ
أسالتْ دمعةً تَلِدُ القِراحَا
//
شروقُكِ حيلَ غافٍ هدَّ لُبِّي
ودَدْتُ لهُ العِناقَ غداةَ لاحَا
//
ضعيفٌ ناحلٌ لا ضوءَ فيهِ
جنينٌ قادَهُ الحزْنُ انْكِساحَا
//
ألمَّ على الفؤادِ سيولُ حزْنٍ
فيبَّسِتِ البساتينَ البَراحَا
//
وصارتْ بلْقَعًا بثيابِ سُودٍ
بِحَقِّ اللهِ أثْخنْتَ الجِراحَا
//
جراحُ البيْنِ تقْتُلُ كلَّ نبْضٍ
لأنَّ لها على القلْبِ اجْتِياحَا
//
تُحِسُّ بأنَّ جسْمَكَ في ارْتِعاشٍ
أدامَ لهُ الفراقُ أسًى رِماحَا
//
فَقَدْنا اليومَ نبْراسًا جَميلاً
مَزارًا كانَ للعينِ المَراحَا
//
فقَدْنا اليومَ قاموسًا فريدًا
تدافعَتِ النُّفوسُ لهُ ارْتِياحا
//
فقدْنا مَبْسمًا حلْوًا زكيًّا
عطُوفًا نافسَ الصُّبْحَ انْشِراحا
//
سميرًا للمعالي في ذُراها
يقُصُّ لنا الرواياتِ الصِّحاحَا
//
أفِضْ يا دَهرُ في سلْبي جَمالاً
فلا زلْتُ العشيَّةَ مُسْتَباحَا
//
تقودُ لنا اللَّيالي حالِكاتٍ
أظنُّكَ قدْ أعرْتَ لها وِشاحَا
//
أيا ريْبَ المَنُونِ فجعْتَ أمِّي
وطعْنُكَ في الخلائقِ لنْ يُزاحَا
//
لِفاطِمةٍ لتبْكي كلُّ عيْنٍ
ولستُ أزيدُ في شعْري امْتِداحَا
//
سلامُ اللهِ يا طيفًا وضيئًا
توَضَّأَ بسمةً صلَّى صَباحا