دروبُ الطموح
علي موللا نعسان | سورية – النرويج
سبى الطموحَ حياةٌ زارَها الشغَفُ
على مُتونِ فُروسٍ جامُها الشَّرَفُ
///
و الفكرُ رامقَ في الأجواءِ مُعْتَقداً
ساهى كلامَ النُّهى مذْ حثَّهُ الهدفُ
///
و العزمُ زكَّى حصانَ الجودِ منتفضاً
كما الطعامُ المُشوَّى عجَّهُ اللَّهَفُ
///
و النَّفْسُ راحتْ تُصافي حكْمةً قدُماً
فانتابها في عُرى جولِ المدى الشَّظَفُ
///
سديمُ صيفِ الوغى جافى على رمضٍ
جَسارةً حشرجتْ مذْ ساقها الصَّلَفُ
///
و الروعُ غامرَ في حاكورةٍ عمِشتْ
على ترابُ الحمى مذْ عمَّها الكَلَفُ
///
و الفكرُ أَوْمَضَ من مهتافِ كارثةٍ
و الشَّكُّ تلْثُمُهُ الأحداثُ و الجُرُفُ
///
و الدارُ من رقدةِ الأشجارِ قَدْ حزِنتْ
يجفو عليها الرؤى مذْ شاكها الرَّجفُ
///
و العيْشُ في زحمةِ الأفكارِ يَرْعُسُهُ
سِرْبُ الخيولُ إذا ما هاجها العُرُفُ
///
ماذا أرومُ و قد عضَّ الدنى عَطَنٌ
و ماجَ في الصَّدْرِ غَمٌّ عصَّهُ الوجَفُ
///
إذا الكِرامُ رعوا في لَحْظَةٍ كرماً
لاقى العبادُ كُفىً قدْ ضمَّها السَّعَفُ
///
و إنْ روى الحزمَ صِدْقٌ برَّهُ عملٌ
أعيلَ صبرٌ على الأرزاءِ يلتحِفُ
///
صافي الطموحِ المعنَّى يبتغي أملاً
على قشورِ الرضى إن شابهُ الجُلَفُ
///
مَن صعَّر الخدَّ في ساحٍ على جملٍ
لقى الذنوبَ وجافى الناسَ تعتسفُ
///
ومن توانى و أضنى العقلَ في ولهٍ
و عاشر الذِّئبَ فيما رامَ ينخسفُ
///
فَحازمُ المقتضى لايطغى على أحدٍ
و إنَّ فـيـهِ مـن الإِنْصافِ ما يهِفُ
///
و فاطرُ الكونِ إذْ يضْفي النُّهى نِعَماً
من العطايا إذا ما القومُ قدْ هتفوا
///
فالكونُ من موْطِنِ الأحلامِ مُحْتَدِمٌ
ينأى إذا ما البرى قدْ هدَّهُ الجَلَفُ
///
إنَّ الطُّموحَ طريقٌ سامُهُ هدَفٌ
و إنَّ عِطْرَ النُّهى قدْ جلَّهُ القَطَفُ
///
و الروحُ من شممِ الأذهانِ قدْ طَرِبَتْ
كما أريجُ النُّهى بالزهرِ يَحْتَصِفُ
///
إذا الدروبُ وشتْ في حكمةٍ أملاً
وعى الطموحُ دروباً عجَّها الطُّرَفُ
///
هوى الطُّمُوحِ أشادَ العقلَ في ورعٍ
على تخومِ الرؤى مذْ راقهُ الهَدَفُ
///
فَمنْ برى الفِكْرَ في مِجدافِ مَرْكبهِ
و ارتادَ ماخورَ قصدِ العَيْشِ ينْخَسِفُ
Ali Molla Nasan
Oslo 29-10-2020